25أيار إلى الشهداء الذين حرّروا لبنان

د. محمد حسين بزي
غنَّى على غصنِ الكفاحِ هزارُهُ
والسّاجعاتُ، وغرَّدتْ أطيارُهُ
هتفـتْ تُحيّيهِ هتافًا عاليًا
مرحى لمنْ غمرَ الجهادَ غمارُهُ
وشـدا بـه القمرانِ واحتفيا به
والخافقانِ يمينـُهُ ويسارُهُ
يا صانعَ النّصرِ المشعِّ بوجههِ
وضيائِه، قـد أينعـَتْ أثمارُهُ
يا قائدًا رفعَ الحقيقةَ رايةً
فتألَّقـتْ من فـوقِها أنوارُهُ
أعطيتَهُ قلبًا رحيمًا صافيًا
فـي ودِّه، فترنَّمتْ أوتارُهُ
فلكَ البوادرُ في المساعي كلِّها
والنّصرُ حيـن تتابعـَتْ أخبارُهُ
وبكَ السّحابُ يفيضُ فوقَ ربيعِهِ
والغيثُ حين تدفَّقـتْ أنهارُهُ
العزُّ أنتَ جناحُه وحياتُه
فانهضْ بهِ، والكونُ أنت فخارُهُ
اللّيلُ أنت نجومُهُ، والشّمسُ أنـْـ
ــتَ ضياؤُهـا، والفجرُ أنت نهارهُ
بيمينـِك المجدُ الكبيرُ أمانةٌ
فاحتْ على كفِّ الندَى أزهارُهُ
مُقـَلُ الفَخارِ تلألأتْ فـي هـالَةٍ
من حولِ وجهِكَ ، إنّها أقمارُهُ
وتجاوبتْ في كلّ قُطرٍ صيحةٌ
هذا رسـولُ الصّبح بلْ مختارُهُ
الحقُّ أنت حسامُهُ ونصيرُه
وعلى جبينِكَ قدْ تتوّجَ غارُهُ
المجدُ مجدُك، حلَّقتْ أصداؤُه
والنّصرُ نصرُك هلَّلت أسوارُهُ
أنظُرْ إلى الخلقِ الّذينَ يقودُهم
طاغوتُ أمريكانِ واستعمارُهُ
يستضعفُ الإنسانَ كلُّ مُسلَّطٍ
وحقوقُه يبتـزَّها فُجّارُهُ
ألِحَقِّ إنسانٍ وأنتَ أَكولُه،
ولَأنتَ كاتبُهُ وأنتَ قرارُهُ؟
يا ظالمًا يلهو ويلعبُ لاهثًا
كمُتاجِرٍ يحتثُـّه سمسارُه
أحقوقُ إنسانٍ تُباع وتشترى
وحقوقـُه يجتَرُّها تجـّارُهُ
“لا تنهَ عـن خُلُقٍ وتأتيَ مثلـَهُ”
يا من تمرَّغَ بالدّماءِ شِعـارُهُ
إنّ الشهيدَ على التّرابِ مجندَلٌ
كالزّهرِ تعبقُ في الثّرى أطمارُهُ
والقاتلُ السّفّاحُ غيرُ مروَّعٍ
غربٌ حمتْهُ من الرَّدَى أسوارُهُ
وصَّى بقتلِ الثّائريـنَ بحقِّهمْ
ومضى حمارًا فوقَهُ أسفارُهُ
يبقى الخلودُ وأنتَ درعٌ دونه
وعلى دمائك يستقيـم مدارُهُ
الخالدانِ على الزمان كلاكما
قد خلَّدت أنوارَه أنوارُهُ.
محمد حسين بزي