قصيدتان للشاعر الفرنسي فيليب جاكوتيه/ترجمة: أنس العيلة
1
«الإمّحاءُ طريقي للتألّق»
عدوٌّ معتمٌ يُقاتلنا ويُحاصِرُنا، دعني فيما تبقّى لديّ من أيام، أكرّس هشاشتي وقوّتي من أجل النور:
عساني أتحوّل إلى برقٍ في النهاية.
كلما قلّتْ الشراهةُ والثرثرةُ في أقوالنا، كان من الأفضل إهمالهما، لكي نرى العالمَ، حتى في الحيرةِ،
يضيءُ بين نشوة الصباح وخفّة المساء.
كلما قلّتْ دموعنا التي تغمرُ أعيننا، وتخفّفت ذاتنا المُحاطةٌ بالخوف، أصبحت النظراتُ أكثر وضوحاً،
ورأى التائهون بشكل أفضل الأبواب المدفونة أمامهم.
الإمّحاءُ طريقي للتألّق، والفقرُ يُثقلُ مائدتنا بالفاكهة، والموت قريباً كان أو مبهماً، كيفما شاء،
سيبقى غذاءَ النورِ الذي لا يَنْفد.
2
«الصبر»
في أوراقِ اللّعبِ المُلقاةِ تحتِ المصباح
مثل الفراشات المُتساقطة المُغبّرة،
على بِساط الطاولة وعبر الدخان،
أرى ما يجدرُ عدم رؤيته
عند رنين الساعة في الكؤوس
تعلنُ عن أرقٍ جديدٍ آخذٍ في الازدياد
خائفٌ من الخوفِ في ضيق الوقت،
الإنهاك في الجسم، أمنية الدفاع البعيدة
الرجلُ العجوزُ يُقصي الصور الماضية
لم يخلُ الأمرُ من قمعٍ للرعشة،
أُنظرْ
المطرُ الجليديُ يُشرعُ باب الحديقة!