أدب وفن

موروثات تربوية/ بقلم الشاعر حسن خوندي

موروثات تربوية

الموروث الاول:
مشهد يتكرر غالبا” في الجلسات العائلية وفي الأعراس والحفلات حين يصر الاهل والاقارب على اظهار مواهب الفتيات الصغيرات (عادة دون التاسعة) في الرقص على مختلف انواعه متباهين بمهاراتهن في تحريك خصورهن وبتشجيع من الحضور كافة.
فجأة ودون سابق انذار او توطئة، ما كان مباحا ومرحبا به البارحة يصبح اليوم من المعاصي : معيب في المنظور الاجتماعي وحرام في المنظور الديني ويُنظر الى الفتاة نفسها بعين عدم الرضا بحجة انها اصبحت بالغة وان جسدها اصبح عورة.

الموروث الثاني:
لطالما دأبت المسلسلات والافلام السينمائية والتلفزيونية والقصص المقروءة على اظهار الخالة (زوجة الأب) بمظهر المرأة الشريرة الظالمة لبنات زوجها والتي تحفّزنا على كرهها.
ولاحقا في الحياة الحقيقية يُطلب من هؤلاء الاطفال والأولاد ان يتعايشوا مع زوجة ابيهم لا بل ان يحبوها كوالدة ويتناسون انهم اصدروا الاحكام المسبقة عليها وتشربوا الحقد والكره لها من خلال امتع واحب القصص والافلام الى قلوبهم.

الموروث الثالث:
ترسيخ مقولة ان الثري دائما شرير ومخادع، وحتى لم يصوّر يوما انه خفيف الظل ، وان الفقير هو صاحب القلب الطيب والحنون.
وقد تكون هذه هي الحالة الاكثر شيوعا بان يكون الثري هو الظالم لما يمتلك من مقومات وادوات ممارسة الظلم ، ولكن ليس هو الحال دائما. فيمكن للفقير ان يكون خبيثا وذا قلب حقود وحتى سمجا”.

الموروث الرابع:
موجود في قصص وأغاني الاطفال من قصص الغول وابو كيس حتى ” لدبحلك طير الحمام” فكيف لطفل أن ينام في أحضان قاتل ؟ وأية كوابيس ستنتابه وآخر ما يسمعه ويتصوره طير غارق في دمائه؟

اوردت هذه النماذج الأربعة وطبعا يوجد غيرها الكثير لأدلل على الانفصام الذي نعيشه في شخصيتنا الاجتماعية والذي لا نعيره اهتماما في سلوكياتنا . وقس على ذلك الكم الهائل من الموروثات الاجتماعية والدينية الاخرى التي تتطلب اعادة التدقيق فيها واعادة صياغة مفاهيمها.

ملاحظة: قد يقتصر الموروث الاول على مجتمعاتنا الشرقية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى