أدب وفن

دمية الثلج/ بقلم الكاتبة هند رستم – سوريا

دمية الثلج

من سيعيد ترتيب الجدائل
التي بعثرتها أصابع الريح
من يلملم الأوراق القديمة
ويسقي تربة القصيدة

من يشعل فتيل النسيان
ويلوي ذراع الطريق
لطيّ الوقت الهارب
من عقارب الزمن

من سيرسم ملامحها
على وجوه العابرين
ويخبئ تذاكر السفر
في حقائب تلك المدينة ..

من يقبض الدّقائق الأخيرة
في المحطة التي ذرفتها
فابتلّت قناديل الشّوارع
و ابتلّ عنقها البارد
وهي تتوسّل السّماء
أن تمنح قلبها نجمة.

من يعيد توازن السِّنين
التي بقيَت ثابتة إلى هذا الحدٍّ
سوى امرأة مثلها ..!
تفكّر مليّاً
كيف تصبح زهرة عبّاد الشمس
أو فراشة ، أو حتى غيمة
أو ربّما بطلة رواية..!

من يداعب صمتها المسكون
بتفاصيل الكلام الذي يشعرك بأنّها
كدمية الثلج ،
بعينين جامدتين ، لا حراك فيهما
كخشبة تطفو على وجه الماء
لتستقرّ في قاع النهر

يا إمرأةً أربكتها البدايات
وخذلتها كلّ النهايات
لم تعد تهتمّ لما فات
و ما هو آت ..
هي الآن :
في المنتصف تماماً
منتصف الحلم القادم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى