«إن النصر حركة، والحركة عمل، والعمل فكر، والفكر فهم وإيمان، وهكذا كل شيء يبدأ بالإنسان ».
جمال عبد الناصر
الدكتور حسن قبيسي
الدولة القوية، دولة عادلة تحمي الوطن وإنسانه وعزتهما و كرامتهما و تطورهما . تحمي وحدتها أرضًا و شعبًا ومؤسسات؛ التربية والتنشئة على المواطنة الصحيحة ، وتفتيتها بالتجييش ( وهو غير التعبئة والتنويروالثوير) الفئوي ،طائفيًا كان أم مذهبيًا أم مناطقيا.
ديمومتها بالإقناع والإقتناع دون أي ضغط أو ترهيب أو ابتزاز أو رشوة ، إذ أنه « لا يمكن للجائع الجاهل أن يكون حرًا ومسؤولًا عن اختياراته»، على ما ذهب إليه وعمل به جمال عبد الناصر . تقوم على العلم و الوعي وهما أساس الديموقراطية و الحرية والميثاقية . فالحرية إن لم تقترن بالوعي هي حرية حمقاءهوجاء . والديموقراطية الواعية مصلحة الوطن والمواطن، هي بالمفهوم العام حكم الأغلبية و قرارها ، فإن لم تقترن بالوعي هي ديموقراطيةعمشاء (العَمَش ضَعْفُ رؤية العين مع سيلانِ دمعها في أَكثر أَوقاتِه ، كما جاء في معجم « لسان العرب » ) ونشهد تداعياتها بعد معظم الانتخابات النيابية في لبنان بقوانينها المتكيفة مع مصلحة المتوافقين عليه ، ومن التوافق عليها ينسحب التوافق إلى معظم متطلبات تسيير أمور الوطن و المواطن ، ولو بالمحاصصة .
والميثاقية الفريدة بلبنانيتها عنوانًا ومضمونًا ، ابتُدِعت لتحصين مواقع حاخامات سياسة وحفظ امتيازاتهم بدعوى الحفاظ على حقوق الطوائف والمذاهب والملل. والتخلص من قيودها يكون بإلغاء الطائفية والمذهبية من النفوس قبل النصوص ، ف « الطوائف في لبنان هي نعمة أما الطائفية فهي نقمة » على ما يؤكد الإمام موسى الصدر.
إن التذرع بالتنوع أو التعددية في لبنان هو ليس إلا ذر الرماد في العيون ، فما من دولة في العالم خالصة من تعدد أو تنوع وبتفاعل المكونات غنى ، ولو حسبته – كما يحاول دعاة الفيدرالية التقسيميين – عائقًا لما وجدنا شعبًا متماسكًا ولا دولة مركزية . إن إيماننا بوحدة المصير، وإرادتنا بالعيش المشترك وفهمنا لأهميته ،والعمل بحركة دؤوبة وفكر مستنير واعٍ لتحقيق مصالحنا المشتركة ، وقناعتنا بأن لبنان يتسع لجميع اللبنانيين ، وأن العالم كله يضيق بأي منا ، وهو ما يشعر به المغتربون والمهاجرون ؛ بها مجتمعة نحقق النصر في معركتنا نحو لبنان المزدهر ، العزيز القوي المتحرر من كل مخلفات الجهل والتخلف والفساد و القهر .
زر الذهاب إلى الأعلى