أدب وفن

هذا جنوني الخاص / بقلم الشاعر محمد زينو شومان

هذا جنوني الخاص

لا شيء بعدُ يستحقّ الحربَ والنزالْ
الشعر يُرمى كزجاجات النبيذ الفارغهْ
على جوانب الطرقْ
ولا ضجيجَ يبقر الأسماعَ في المربد أو عكاظْ
بيتي الذي طردني منه المرابي بيع في المزادْ
بأبخس السعر لتحصيل الديونْ

ما عاد للأشواق من عش لوضع البيض كالطيورْ
ونارجيلتي التي أحبّها
كسّرها النادل فوق هامتي إثر شجارْ
مرّ الصباح خجِلاََ كبائع أو سائح غريبْ

ما عاد يستوقفني مرأى القمامة البشعْ
ولم تعد تجذبني أسعار بعض الألبسهْ
في الواجهاتْ
دفنت بين أضلعي طيشَ الصبا
دفن لقيط بائس أو عاهرهْ
من دون تشييع ولا حدادْ

يا ويلتي!
لا أجد الأعذارَ كي أهربَ من معاهداتي السابقهْ
تجارة الأحلام كم آلت إلى الخسران والفشلْ!
أقول: ماذا أنتظرْ؟
نهارك القليل لا يغني ولا يسمن من قلقْ

فتّش عن الأفكار في ناحية أخرى لعلها هناكْ!
الأرض لا تعطيك من تلقاء نفسها
حاول وحاول قدر طاقتكْ
سأزجر المحتلّ من وساوسي بقوة الزندِ
أو العصا

كفى تنمّراََ.. على الأشجان سحب جيشها
بلا مماطلهْ
لن أدعَ البابَ موارباََ لكي لا يدخلَ النكدْ
بلى.. ولن يدخل بعد الآن
بيتي أيّ جابٍ لضريبة الجنونْ

هذا جنوني الخاصّ لا شأنَ بهِ
للإنس أو للجنّ فوق اليابسهْ
ماذا تريدْ؟
هل أَكِلُ الأمرَ إلى مفوض النزقْ؟
ماذا دهاني؟.. لست راضياََ عن الحظّ الذي
وعدني بهبة من الأملْ
فأخلف الوعدَ مراراََ.. قد فقدت ثقتي بكلّ شيءْ

لا صلحَ أرجوه معي ولا مهادنهْ
علاقتي مقطوعة بل ربما ليست على
ما يستحبّ أو يرامْ
بسائر الجسدْ

حزبان لكنّ الحدودَ بيننا مشتركهْ
أممكن تقاسم اليدين والرجلين حتى الرئتينْ؟
تباََ.. وهل يبقى الفؤاد بيننا عاصمةََ موحّدهْ!
ما هذه المحنة أم هو البلاءْ؟!

لبنان _ زفتا في 2023/4/15

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى