أدب وفنمقالات واقوال مترجمة

ثلاث قصائد للشاعر الإيراني الراحل أحمد رضا أحمدي/ ترجمة ماهر جمّو

ثلاث قصائد للشاعر الإيراني الراحل أحمد رضا أحمدي/ ترجمة ماهر جمّو

1
بجانب النَّافورات…

لنجلس بجانب النّافورات
ولنتذكّر إيمان الأحبّة الذين كانوا في الأزقّة،
البرتقالاتُ في أيديهم
والورد الأحمر على أعينهم قبل الموت..
على موتكَ أيضاً مضت ثلاثة أعوامٍ الآن،
بناتكَ باكياتٍ ومنتحباتٍ
رافقنك بأزهار الأقحوان حتّى المقبرة
وعُدْنَ وقت الغداءإلى البيت.
كان الغداء ممدوداً وسط السّفرة
والمدعوّون من حولها
لكن لم يشتهِ أحدٌ تناول لقمةٍ واحدةٍ من السّفرة..
بقيت السّفرة ممدودةً وسط الغرفة حتى العشاء،
ولو لم تكن مبالغةً
لكان عليّ القولُ
إنّ السّفرة بقيت ممدودةً
لشهور…


2
أتيتُ…

أتيتُ، في يدي فقط سلّةٌ من الندى وغصنُ جوريٍّ، كنتُ أهيّئ نفسي للقائكِ.. كانت لديّ سلّة عنبٍ، بضعُ سلالٍ من ندى الصّباح، قطعة خبزٍ، جرعة ماءٍ باردٍ من الكوز وبساطٌ مهترئٌ..
بسهولةٍ أتيتُ… بسهولةٍ أتيتِ… عندما التقيتكِ نسيتُ اسم الخبز..
كان الشتاءُ يشقّ الحجر والحلم.. الصّيفُ كان متوارياً داخل سلّة عنبٍ..
على عجلٍ جاء الخريفُ وأنكر العنب، وتأخَّر الشتاء في المجيء.
فتحنا أبواب العنب، كان النّبيذُ نائماً وحزيناً…


3
الشّموع…

الشّموع من حولي بقيت منيرةً في الرّيح..
الأصدقاء، الأحبّة يتوافدون إليّ حيثُ الشّموع المضيئة..
كم سريعةً تفتحّت أزهار التبغيّة..
كم سريعاً دُفن الشّاعر- دفنوا الشّاعر حتى السّاعة الثانية عشرة-..
كم سريعاً مضيتُ نحو البنفسجات الربيعيّة..
لم تكن اليدُ مطاوعةً، ولم يكن الدّربُ يضوعُ بأريج أشجار الصنوبر في المطر.. لنمضِ إلى البيت إذاً، فقد اقترب وقتُ بزوغ الشّمس..
أذكرُ أنّ الكأس كانت مترعةً بالماء وكنّا نتجّه إلى الينبوع..
لتحيَ ذكرى تلك الزّهرة الفوَّاحة التي لم يكن لها اسم..
………………………….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى