أدب وفن

“رسالة الى السيد شلومو” على منصة النيل و الفرات بعد ان حجبته أمازون

بقلم الشاعر مردوك الشامي

في كتابه”رسالة إلى السيد شلومو”
الكبير مارون أبو شقرا يراسل الجميع، ورسالته جيشٌ فكري ومقاومة ونضال حق.

في كتابه” رسالة إلى السيد شلومو” الصادر في بيروت إلكترونياً عن دار النهضة، والممنوع بقرار كوني عن التوزيع في منصة”أمازون” العالمية، والموجود حالياً على منصة النيل و الفرات

https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb400347-398939&search=books


لايخرج مارون أبو شقرا من عباءة الشاعر، بل يستعير لغته وصوره ووجعه الذاتي، ليدعمَ رؤية المفكّر الرؤيوي بلغة عالية تجعل من منطق البحث أكثر قابلية للجذب والتشويق، وتدعم الحجة العقلانية بأبجدية القلب.
ومارون الشاعر الملك كما نعرفه جميعاً، ملكاً في القصيدة المحكية، سبّاقٌ الآخرينَ إلى ابتكار الصورة واللفظة، والعبارة اللماحة، أراهُ وبلا محاباة الملك في توظيف التاريخ والجغرافيا والمنطق والعقل والدين والكتب المقدسة والأحاديث والسيرة والواقع والمرئي واللامرئي في هذا الكتاب القيم فعلاً والذي هو بمثابة جسر في اتجاهٍ واحدٍ لو قرأه السيد شلومو، جسرٌ يودي به إلى الخروج من “أرض الوهم الموعود بها” إلى شتاته القديم.
مارون لا يعتمد “الهوبرة” التي اعتدناها في أيّ خطابٍ بين مفكر ناطق بالعربية ويهودي ، ولا يتكىء على اصطناع البطولات وادعاء الغضب، ومحاججة الواقع بالخرافة والأساطير..
مارون بلغة سلسة وفكر واثق مستندٍ إلى البراهين الموجودة في توراة شلومو وعهده القديم، وكذلك بما ورد في العهد الجديد والقرآن، يرسم طريق السيد شلومو ناصحاً وفاتحاً له أبواب الرؤية التي يجب عليه دخولها لكي يرى أي مستقبلٍ ينتظر اليهودي .
ولا يكتفي مارون بالكتب العُليا لبناءِ خطابه للسيد شلومو، هو يستحضر التاريخ والوقائع، يستحضر الجغرافيا ، يستحضر التراب والماء والهواء والمستقبل أيضاً ليخبر شلومو أنّ المحرقة الحقيقية غير تلك المدعاة تنتظره في فلسطين اليوم أو غدا أو في الزمن القادم.
لن أدخل في تفاصيل الكتاب، أقول وبصدق، لحظة بدأت قراءته ليل أمس لم استطع التوقف لساعات الفجر، للحظة أنهيت الصفحات، وأيّ قارىء سيكون مشدوداً إلى هذا الكتاب لأنّ مارون في كلّ سطوره نثر حقائق وزرع بذور اليقين، وشقّ دروباً وعبّد طرقاتٍ وفتح الباب على كل مصاريعه لحوار من نوع جديد لا يبتعد مطلقا عن الحقيقة ، ولو أتيح لهذا الكتاب أن يترجم إلى كلّ لغات العالم، ووصل فعليا للسيد شلومو لأعاد في كلّ سياساته التفكير.
ومارون أبو شقرا وبذكاءٍ عاقل وأبيض وكشّـافَ لم يخط رسالته لشلومو وحسب، هذه الرسالة وجهها مارون للجميع، لأتباع جميع الأديان، لليهود والفلسطينيين، “للإسرائليين” ولكلّ من يدعم وجودهم واحتلالهم، للناطقين بالعربية وحكّام التطبيع والتصالح الهش، للمؤمنين وغير المؤمنين، للدينيين والعلمانيين، للقارىء العادي كي يطلع، وللمثقف كي يتشاركَ المحبرة والصراخ..
كتاب”رسالة إلى السيد شلومو” يعادلُ في طروحاته لو وصلت إلى غاياتها جيشاً من الجند، مقاومةً ثائرة..
هو كتابُ فكرٍ مقاوم أصيل، فكرٍ غير محابٍ، جريء وعالم ومثقف يبني لمرحلة قادمة من النضال ضدّ عدوٍ لا يرحم ، يستهدف وجودنا أجمعين مداميكَ انتصار وفجر قريب.
صديقي وأخي مارون أبو شقرا، شعرُكَ الذي منحكَ عن استحقاق لقب الملك، زرعك في قلبي، وإنسانيتك التي بلاحدود غرستك في حقول الروح، وهذا الكتاب بالعمق والفكر والنور الذي في صفحاته يجعل منكَ المالك للعقل والوجدان..
كم أحسدكَ عليه.

https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb400347-398939&search=books

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى