بحسب دوستويوفسكي : إذا كنت تريد ان تعرف أحدا على حقيقته ، فانظر كيف يضحك

ترجمة سمية تكجي

المصدر / cultura inquieta

دوستويوفسكي : اذا أردت ان تتعرف الى شخص فتعرف اليه من خلال ضحكته
طريقتنا في الضحك هي توليفة تاريخنا و ذاتيتنا
كل شيء بطبيعة الحال يعبر عنا ، اثوابنا ، المكان الذي نعيش فيه ،كلماتنا ،الكتب التي تتكدس على رفوفنا ، الافلام التي نشاهدها ، و الأخرى التي نمتنع عنها ، الدروب التي نمشيها، و ايضا طريقتنا في الضحك..

من المعروف ، ان الضحك في اساليبه و طبيعته العشوائية يتضمن شيئا غامضا في اصوله ، هنالك من يضحك و يحدث ضجيجا ، و هناك من يضحك بصمت ، و هناك من يضحك بصورة متقطعة ، و هناك من يضحك كالتأتأة ، و في القصائد تمجد الضحكات البلورية للنساء، و كذلك هناك ضحكات مخيفة و ضحكات الكائنات الضخمة …

الضحكة في هذا المعنى هي بمثاية هوية و بصمة يمكننا القول انها تعبير عن الذاتية ،هي القناة التي من خلالها يتكشف تاريخنا و ما نحن عليه في اللحظة التي نضحك فيها…

” فرح الإنسان هي الملامح الأكثر كشفا لشخصيته”
دوستويوفسكي

و قد ذهب دوستويوفسكي بعيدا في هذا الطرح حيث اشار ان كل ضحكة تدل على شخصية صاحبها ،لأن الضحكة هي الملامح الأكثر كشفا للشخصية ، هناك شخصيات غامضة و من الصعب اختراقها و لكن ما ان يصادف موقفا معينا و تنفجر هذه الشخصية بالضحك سوف نتمكن من سبر اغوارها ..
فقط الأشخاص الذي تمتعوا بتطور عالي و سعيد هم القادرون على الضحك التواصلي ،اي الذي لا يُقاوَم و يكون جيدا . وهنا لا اتكلم عن التطور الذهني بل عن كل جوانب الشخصية ، لذلك اذا كنت تريد دراسة شخصية احدهم فلا تتامله في حالة الصمت او الكلام او البكاء او حالة تاثره بالأفكار النبيلة.. بل انظر إليه و هو يضحك ، اذا كانت ضحكته جيدة فهو انسان جيد ، و عليك ايضا ان تمنح اهتماما الى كل الجوانب فإذا لمحت شيئا بسيطا من الحماقة في ضحكته ،فهذا يدل ان هذا الشخص فكره محدود و قصير النظر .انا اذا ضحك و لمحت ان ضحكته سخيفة ، فهذا مؤشر ان هذا الشخص لا يمتلك الاحترام لنفسه ، او على الاقل لا يحترم ذاته بشكل كاف .

اما اذا كانت ضحكته سوقية كرجال الشارع فإن هذا الشخص سوقي ، و ان كل لمسته فيه من النبل و العلو لم يكن الا زيفا و اوهام . او استعارة من اللاوعي و هذا الشخص سيسلك طريقا سيئا عاجلا أم آجلا ،و سوف يستغل الاشياء و سيرفض بلا رحمة افكاره الكريمة ، و يعتبرها اخطاء و حماقات ايام الشباب …

ما رأيكم بطرح دوستويوفسكي ؟ هل هذا الكاتب الذي كان يعتبر مراقبا دقيقا للنفس البشرية، على حق؟ هل الضحكة هي شرنقة الروح الإنسانية ؟