أحتارُ كيف أنا منك وأنت منّي…طينٌ مسكوبٌ في قالب من حجر !/ بقلم الشاعرة ميراي شحادة*

أحتارُ كيف أنا منك وأنت منّي…
طينٌ مسكوبٌ في قالب من حجر !
لأنّ الربيع آت على مسافة قبلة، أنا هنا بالأسْود والأبيض، أملأ السلال باللوز، بشقائق النعمان وقوس القزح…
أنا هنا، ومنديلي يرشح قصيدة افترّت عن دم سكين، طُعنتُ بها من حقول الضوء ودوالي العطر…
صديقْ حرفٍ اشتهى وأدي، اشتهى تعليبي وقطفَ خطاي وكوننة نيساني…اشتهى قصّ ضفائري و نتف سنابلي ورجم أشواقي…
يا صديقي
هذه الدرب من ندوبي طرّزتُها، وجنباتها تضجّ بمسبحات الورد رغم الجراح التي تعدو إلى مواعيدي…وفي البال، قباب للمساجد وأجراس للكنائس وسلالم للسماوات. وفي البال طيور لا تبالي بالسفر، إن كان قيظ، أو برد أو ضجر…
أحتارُ كيف للمطر أن يخنق بوحه الجميل حتى يصير طوفانًا من رمال وصحر!
أحتارُ كيف لفلسفة أن تأوي قوافل من غسق تترامى نبالًا على خاصرة طفلة سحرَها الرقصُ على نسائم الوتر؟
أحتارُ وأحتارُ وأحتارُ كيف أنا منك وأنت منّي…طينٌ مسكوبٌ في قالب من حجر.