أدب وفن

إبحار على متن القصيد/ قصيدة الشاعر محمد زينو شومان / قراءة الشاعرة رندة رفعت شرارة

أ. محمد زينو شومان

أيها الباحث عن الحقيقة في كومة .. خيبات
لو وجدت جوابًا موحدًا لسؤال مما تطرح لكنا أدركنا أننا على الطريق الصحيح… لكن ما هي معايير الحقيق وأين يكمن الجواب
أفي قلوبنا المتعبة من لهيب الانتظار، أم في نفوسنا الظامئة إلى لحظة صدق. حتى معايير الصدق اختلطت في زمن الابتزاز العاطفي والمادي
من يودّ أن يحيا في عالم لا يشبهه إلى درجة يشك أنه هو المختلف عن الركب، وأنه نجمة لا تشع في سماء جلّها سواد في سواد
من تخاطبهم لا يقربون شعرك لأنهم تاهوا بين أحجية الأوهام وهم يتخيلون أنهم الواقع الأجمل، لماذا يقربون منك وأنت الكف الذي يصفع وجوههم الكالحة .. وترتد عنهم بحزن وألم؟؟ .. هم لا يفقهون … بل يهربون من فقه المعنى ألى ضحالة السطح الضائع بين مدّ التساؤل وجزر الحقيقة
أنت بوعيك وإدراكك لن تسقط في الفخ لأنك تعرف مداخله ومخارجه ومساوئه، وتدرك ان لا حسنات فيه
وتمارس فن التدقيق والمواجهة
تنفس الصعداء يا صديقي، فقد وصلت إلى قمة المعرفة التي يخشاها الكثيرون، لأنهم لو اعترفوا بها فسيخسرون كل ماديات حياة يعيشونها ببذخ وبطر دون النظر الى عواقب يخشون النظر اليها لأنها … هي الحقيقة
رندة رفعت شرارة

نص القصيدة :

أبحث عما يشبهني

لم أشتر الجنة بورقة يانصيب
سدت في وجهي نعم الله وسبل الطمأنينة
عدت من الموائد الرمضانية العامرة مطروداََ جائعاََ
لم تحسن إلي الدنيا كدرويش
من الفرقة المولوية
خريطة وجهي عبثت بها أيادي الدولة
وأيدي السوء
يمقتني الوشم الذي خلفه الضجر
على جبيني

لا بأس.. سوف أستأنف اعتراضي على
صمتي المطبق
كيف لا أوقد النار تحت قدر غضبي؟
ما هم لو حسم الملكان اللذان على كاهلي
سنةََ.. أو سنتين.. أو عشر سنوات
من عمري!
ليس شرطاََ أن أحيا إلى الأبد
كمن استثناه ربي من الموت المحتم
لن أقرع جرس الإنذار
محذراََ عزرائيل من دخول بيتي
على حين غرة
كمفتشي الضرائب

ليس الفردوس مطمحاََ لي
ولا حسن الختام
ربما لمت نفسي على سكوتها على مضض
لماذا لم ينطلق لساني من عقاله؟
ما الذي ثبت رجلي بالمسامير في الأرض؟
وما الذي قذف في قلبي الهلع؟
لماذا خذلني ساعة كنت في أشد الحاجة إليه؟
أأستبدله بآخر خير منه؟!

ما خوفي على انتظاري الطويل
فهو ليس من المعادن التي يعتريها الصدأ!
هواجسي أيضاََ مهما تقادمت..
أو تعرضت للرطوبة لا تصدأ!
ما أغباني وأقبح تصرفي!
كيف يفوتني استغلال نقمتي؟
أمتهم دائماََ ومشتبه فيه؟!
لا تقربوا شعري إن كان خوفكم أنه يصيبكم بصداع،
أو يمسكم منه رجس ما
لا أبحث في القصيدة إلا عما يشبهني
حتى لو كنت كافراََ، أو زنديقاََ،
أو أخا الشياطين
وحتى لو سرى في عروقي مصل الشبهات

أسقطت في الفخ الذي كنت أخشاه وأتحاشاه؟
لم تبهرني تجارة السوق السوداء
تعساََ لي!
كم أنا محتاج إلى فك أزرار شجوني قليلاََ
لأتنفس الصعداء!!

لبنان _ زفتا في 2025/4/19
محمد زينو شومان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى