أدب وفن

قلم الشاعرة ضحى شبيب يحفر في سطور “مسمار” ديوان الشاعرة حكمت حسن

“مسمار” ديوان شعر للصديقة الشاعرة حكمت حسن، تبدأ رحلة الجذب والتشويق بما أرادته الشاعرة من العنوان الذي يحمل أكثر من معنى ودلالة تستحث القارئ للغوص بين الصفحات والقصائد.
“مسمار” عنوان لديوان يحاول ايجاد فهم مجد للوجود الانساني وتوحده بعناصر الطبيعة، البحث في مكامن الذات حتى إيجادها،وحقيقة الزمن، ببراعة شاعرة أجادت الغوص في عمق اللغة والفلسفة الوجودية والتعاليم الصوفية جاعلة من القصائد رحلة تأمل ممتعة في احتضان شعرها لعناصر الطبيعة.
“تقترب من عطري /تصادره/ تدمي الزمن /فيزف لي خبر رحيله…/فأدرك أن الزمن/ لم يحب يوما/ سواي”، “اغمد وجودك اللامع/ في وحدتي/ أماثل تفتح الأزهار/ أقتحم فصل الشتاء/بوريقات بيضاء” ينتفي الزمن كقيمة مادية في شعر حكمت حسن عندما تتحد الذات بالحب الحقيقي مماثلة عناصر الطبيعة، بينما يصبح عبئا ثقيلا على النفس عندما ينتفي وجود الحب من حياتنا “لكنك لم تكتبني/ شربت نخبي/ محتشدا في عطور الشرق/ أيقنت أن السراب/ حين يتلاقى كفانا/يمطر في صحراء عمرينا”، تشير الشاعرة إلى انتفاء الحب الحقيقي من شرقنا حتى بات ضائعا في الزمن غارقا في ماضيه وتقاليده تبدو المرأة فيه كحلية يحاول الاحتفاظ بها للحفاظ على شرفه الرفيع.
“المشي على حافة الحياة/أتقنه/ تحدي عدم السقوط/ يفشل إمكانية العودة/ الحذر على حافة الموت/ اعبره/ ازددت حياة/ ازددت موتا..”،” بانتصار الأزمنة على نفسها/ اعلن ولادتي/ اللامتناهية” بهذا الإدراك العميق لمفهوم الوجود يصبح العدم حالة طبيعية لاكتمال دورة العناصر .
يعتمد شعر حكمت حسن على كثافة الصورة الشعرية مزدانا بالزبد الصافي فاتحا أبواب التأمل والغوص في عمق الفكرة لفتح آفاق جديدة ؛ إنه اكسير الشعر، حالة منفردة لا تشبه إلا ذاتها ومهما حاولت الاستفاضة لا يمكنني الإحاطة بعمق المضمون الذي أرادته الشاعرة حكمت، إنه لغة الشاعر المتمكن الذي لا يشبه إلا ذاته.


الشاعرة ضحى شبيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى