أدب وفن
“من متى أصبحت أفراحنا مادة للعرض؟”

ضحى عبد الرؤوف المل *
“من متى أصبحت أفراحنا مادة للعرض؟”
صرنا نُسابق الوقت لنلتقط أجمل زوايا الفرح، لا لنعيشها، بل لننشرها… نبحث عن الضوء المثالي، عن الابتسامة المصطنعة، عن الكلمات المنمّقة التي تُرضي الجمهور… لا القلب.
كبرنا على موائد العائلة، نهمس بالأخبار السعيدة خلف الأبواب، نهمس بها احترامًا لقدسيتها، لا خجلًا. واليوم، نعلنها على العلن كأنها إنجازات عامة، كأن الفرح لا يكتمل إلا بعد أن يعرفه الغريب… ويصفّق له.
أين ذهب دفء اللحظات؟
أين ذهبت العيون التي تدمع فرحًا دون عدسة؟
أين ذهبت الأيادي التي تُصفّق من القلب، لا من خلف الشاشة؟
هل أصبحت الخصوصية تهمة؟
هل صار الفرح بلا “منشور” كأنه لم يكن؟
هل فقدنا القدرة على الفرح الصامت… العميق… النقي؟
أعيدوا أفراحكم إلى بيوتكم، إلى صدور أمهاتكم، إلى قلوبكم.
فليس كل ضوء يُضيء، وليس كل إعجاب يُبهج،
وبعض الفرح حين يُنشر… يُفقد بركته…..