نزيف صباحي/ قصة قصيرة/ بقلم القاصّ محمد حسين
نزيفٌ صباحيّ
صباحٌ يحملُ قدمي الليلُ المصابُ بدوارٍ من لهيبِ الأسئلةِ ، يرتشفُ رعشاتِ الفجرِ الساقطةَ في حفرةِ الأمنياتِ ، يفتحُ أجفانَ الكلماتِ المتشظيةِ على الأوراقِ الخارجةِ للتوٍّ من مربعِ الطوقِ،
يعدُّ فنجانَ قهوةٍ مختلفاً مع هيلِ الشفاهِ الضاحكةِ،
يمسحُ وجهَ الضجرِ بحفنةٍ من قطراتِ الحلمِ،
غادةُ الجالسةُ فوقَ أريكةِ الصباحِ تحتسي قهوتَها المعتادةَ مع صوتِ العصافيرِ المغردّةِ في وجهِ الشمسِ ،تسرحُ مع ذكرياتِها النازفةِ التّي وشمَت خدَّها بالعجزِ على مرَّ السنين .
أشعرُ أنَّ هذا الصباحَ مختلفٌ عن سابقاتِه لم تداهمني هذه الأسئلةُ المفاجئةُ طيلةَ حياتي ،
سأعيدُ تشكيلَ لوحتي التي رسمَها الزمنُ لي من جديدِ، سأمزّقّ كلَّ أدواتي وفرشاتي وألواني القديمة…
سأضرمُ الماءَ في خاصرةِ العطشِ وألوّحُ للبنفسجِ الجالسِ على زندِ القمرِ، سأحترفُ الضحكَ …أجل الضحك …في وجه الجثثِ المصابةِ بلوثةِ الشمسِ ونقصِ المناعةِ.
يبدو أنك يا غادةُ أصبحْتِ مصابةٌ بمرضِ الأملِ..
أجلْ يا صديقي… فأنا في طريقِ المستحيلِ أمضي إلى المستحيلِ مع شيء مختلفٌ يشبهُ تفاصيلَ روحي قبل أن تنزعَ الحياةُ جلدي عند سقوطِ المطرِ…
امضِ يا صديقتي كقيثارةٍ في حقولِ الصباحِ المختلفِ واكتبي على صدرِ الليلِ لم يكنْ حلماً، كان عشقاً بنكهةِ المستحيلِ….
محمد حسين/ كاتب و قاصّ فلسطيني- سوريا