همسة

خواطر المطر /أدب/ الكاتبة فاتن حلال

خواطر المطر ..


…وصمتت قليلاً لتتلقّى جوابه…لها…من هي..؟!
فيما كانت ندف الثّلج وقطرات من المطر…تلمع فوق حبقة
الدّار الخضراء…كانت تتأمّل كل قطرة كيف تغازل حبقتها…
تتراكض خلف بعضها البعض…مخلّفة إهتزازت ناعمة في غصونها…ونشوة سعادة…مع رقائق الثلج البيضاء…!!!
همس قائلاً:”من أنتِ…!؟
-أنتِ طريقي المكسوّ بالنّور…المعبّد بالحبّ الرّشيد…
بكِ أتعلّم الحبو على طريق الشّوق…يحملني الشّغف…في لحظة إنخطاف نحو عينيكِ الّتي أرى فيها الوجود كلّه…
الخوف ينهشني حين أفكّر أنّني قد أخسركِ…أنتِ حارسة النّدى في جسدي الأعزل…أنتِ تلك الهيفاء الّتي تزيّن جيد حياتي بثوبٍ قشيب من أزاهير عذراء…قبلاتكِ صافية كدموع غدير في ليلة صيف هادئة…
فهيّا تماهي فوق روضي…وأورقي خضراراً…وأثمري نوراً وانواراً…أتيت لأمتاح أحزان لياليكِ…المضمّدة بالنار والشوق واللّهيب…فأجعلها برداً وسلاماً ونشوة…!!!
إنحنت وهي مدهوشة صامتة…فوق ورقة حبق…وقطفتها بسرعة فيما أنفاسها المتصاعدة تتسارع …وتنهيداتها العصيّة على الهدوء تفضح دواخلها…سحقتها بأصابعها الغضّة…ففاح عبيرها في الأجواء…ومررت يدها على شعرها الأسود الطويل…وعلى إنحناءات جسدها…وكأنها تحتضن ذاتها…
رفعت رأسها وغدت تذرو ما تبقى من روح الحبق في يدها…هاتفة بصوت مخنوق بنغمة الحب العذبة…
“نعم…لقد تصالحتَ مع نوازعي الدفينة…وحوّلت روحي إلى ربيع متفجّر…”!
“فاجزني وتراً من قيثار حلمك النّجي…وامنحني فرصة العزف لكَ في خفاء هذا اللّيل المهيب…قبل أن يأتي المساء الأخير…”!

الكاتبة فاتن حلال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى