همسة

أمي…بقلم الشاعرة أوغيت خيرالله

أمي …


مَنْ يُقيمُ لَها قُدّاسْ
هذا الصَباحُ سَيَموتُ
يَحْتَرِقُ قَبْلَ إشْراقَتِها
تَأْكُلُ أصابِعي أَلْوانُ غُرْبَتِها
تَتَبَلَّلُ فُرْشاتي
حينَ تُلامِسُ صورَتَها
ويَخْتَنِقُ البُكاءُ في حُنْجُرَتِها
هذا الفُراقُ الأَبَديّ
سَلَبَ فُسْتانَ أمّي الأَبْيَضْ
لِيُضيء عَتْمَةَ مَثْواها
وَيُكَفِّنُ ابْتِسامَتي مَعَها
كما الزُهورُ تَجْثو
تَراتيلَ عِنْدَ قَدَمَيْها
هَكَذا يَمْلأ الصَّمْتُ يَوْمي
لا شَيءَ يَشُدُّني
إلى الكَلِماتِ
فَمَنْ ذا الّذي يَكْتُبُني
سَأحْزُمُ وِثاقَ لَوْني
أَتَلَمَّسُ وَجْهَ أمّي
شَمْعَةً تُضيء المَكانْ
يا لَهَذا الحُزْنِ
ضاقَ صَدْري
والمَسافَةُ بَيْنَنا
دَمْعَةَ شَوْقٍ
تَتَوَجَّسُ حُلُمَ لِقاءْ
على غَفْلَةٍ مِنّي
جَمَعَتْ حَقائِبَها
سافَرَتْ إلى السَّماءْ

لوحة أمي بالوان الزيت (٣٠*٤٠ سم)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى