أدب وفن

رقصُ خيباتي…بقلم الشاعر علي وهبي دهيني

رقصُ خيباتي

في عتمةِ العُمرِ .. لَمْ أعثُرْ على ذاتي
هل يفضحُ الفجرُ ما أخفتْهُ مِشكاتي ؟

خوفٌ .. ضياعٌ .. أنينٌ .. وحشةٌ .. وجعٌ
والليلُ يشربُ أنخابَ انكساراتي

وجهي ويَعكسُ شُبَّاكينِ من ألقٍ
كي تفْقَهَ الشَّمسُ إيحاءَ الصباحاتِ

أنا ال مشيتُ وأقدامي تسائُلني
عن ذلكَ الحُزنِ في إيقاعِ خَطْوَاتي

بعضي أماميَ مصلوبٌ على قلقٍ …
من الرَّمادِ
وبعضي رقصُ خيباتي

وكانَ ذئبُ تكاويني يُلاحقُني
فكيفَ أهرُبُ من صيَّادِ أوقاتي

أطلقتُ من جرحيَ المفتوحِ هُدْهُدَهُ
ليطعمَ الأفقَ من أسرابِ آهاتي

وفي عيونيَ ماتَ الحوتُ مُحتسيًا
ملحَ المرارةِ من كأسِ المُعاناةِ

حظّي خريفٌ وصُبحي وجهُ مدخنةٍ
والقهرُ مدَّ جسوراً في انحناءاتي

هل للغرابِ بأن يأتي ويمنحَني
جَنحاً .. يواري عن الأيامِ سوءَاتي

من أينَ أدخلُ لو صارَ المدى جُدراً
وصرتُ أخجلُ من كلِّ انتماءاتي

إنّي أشكُّ بدينٍ ليسَ يأخذُني
لآخرِ الضّوءِ في زيتِ النبوءاتِ

فاسجد أمامي لطِفلٍ لا رغيفَ لهُ
حتّى تُزيلَ شكوكي في الدّياناتِ

أزِحْ كُفوفَكَ عن وجهي وَدَعْ وطني
لَحْناً يُحرَّرُ من قيدِ السخافاتِ

وابعد كؤوسَ صلاتي عن عقيدتهم
واعكِس على ألمي شيطانَ مرآتي

كما تظنُّ الصَّحاري في غدائرها
إنّي ظننتُ .. فهل هذي سماواتي ؟

يا موطني الآن يا صمتاً سأصرخُهُ
معذَّباً أشتمُ الإنسانَ في ذاتي

وجئتُ أعزفُ فوق الجرحِ مُنكسراً
فأنتَ وحدَكَ عُكازي وناياتي

هذا الدخانُ مواويلٌ وبعضُ هدىً
نبوءةُ الضوءِ في المستقبلِ الآتي

هذي القصيدةُ يا الله .. أرفعُها
هبني يديكَ .. وخُذْ أيتامَ أبياتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى