مقالات واقوال مترجمة

أشياء لا يعرفها الكثيرون عن غابرييل غارسيا ماركيز / ترجمة و اختيار سمية تكجي

غبريال غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل، توفي منذ ٦ سنوات في مدينة مكسيكو عن عمر يناهز ٨٧ .
“غابو ” كما كان لقبه درس المحاماة و لكنه لم يمارسها ، فاتجه إلى الصحافة التي حرمته احيانا حتى رغيف يومه…
و نستعرض هنا بعض ملامح من شخصية و أحوال ماركيز التي لا يعرفها الكثيرون…

١- كان ماركيز يلقب ” ناشط بدوام كامل” فقد كان يساري الهوى و يؤيد الثورة الكوبية ، و أحدى وظائفه التي مارسها كان العمل كمراسل للصحافة اللاتينية في بلدان أوروبا.
قال ماركيز في إحدى تصريحاته لمجلة الباييس الإسبانية عام ١٩٨١ .

“انا رجل غير قابل للقسمة و أمارس السياسة بنفس العقيدة التي اكتب بها كتبي” .

٢-ساهم في المحادثات التي جرت بين كوبا و الولايات المتحده
غابو كان الذي سهل محادثات سرية تمت بين فيدل كاسترو و بيل كلينتون عام ١٩٩٧ و نقل حينذاك رسالة من كاسترو إلى بيل كلينتون بخصوص اتفاقية الهجرة بين البلدين ، و اقترح على بيل كلينتون إلا أن يتعاون لإفشال مخطط ارهابي ضد بلده في الأقسام المناهضة له في جزيرة ميامي.

حتى خلال أزمة الطوافات فقد كان غارسيا ماركيز مبعوثا من قبل كاسترو لمقابلة كلينتون بطلب من كارلوس ساليناس دي غورتاري.
الولايات المتحدة حجبت عن ماركيز تأشيرة الدخول إلى أراضيها عام ١٩٦٣ عقابا على مواقفه السياسة ثم منحته اياها في عام ١٩٧١ .
و عندما كان غابو يطمح لإلقاء كلمة في جامعة كولومبيا، لم تمنحه الولايات المتحده التأشيرة و اتهمته بالشيوعية و ظل الحال على هذا الشكل حتى العام ١٩٩٤ حيث منحته التأشيرة في عهد كلينتون، و بل أبعد من ذلك فقد تشارك العشاء مع الرئيس كلينتون الذي وصفه بعبارة : ” بطلي الأدبي” .
٣- ناضل ضد الديكتاتور بينوشيه
لقد ناضل ماركيز بشكل فعال عبر الكتابة بالنضال ضد الديكتاتور بينوشيه و بذلك شكل دعما قويا للمجموعات في تشيلي . في عهد الديكتاتور، قال ماركيز ” سأترك الكتابة و الخيال حتى سقوط بينوشيه من الحكم و هكذا ما حصل في العام ١٩٨٢ .
و قد استعان غابو بالسينمائي المنفي من تشيلي ميغيل ( Mittin) الذي عاد الى تشيلي متنكرا بهوية أخرى و قام بإعداد وثائقي سري لقصة كتبها ماركيز ،” مغامرات ميغيل ميتين ، ” الكتاب الذي كان محظورا في تشيلي .

٤-معاناة من الفقر المدقع .
عندما كتب” ليس للكولونيل من يكاتبه” ….كان يكتب عن نفسه ربما ، مجلة الإسبكتادور (espectador) التي كان يعمل فيها ماركيز كمراسل في أوروبا أقفلت تحت ضغط من غوستافو بيللينا ، ارسلت له المجلة تذكرة للعودة و لكنه باعها و عندما نفد المال من جيوبه لجأ إلى أصدقائه ، كالمهندس هيرنان فييكو الذين اعالوه و لكن ذلك لم يدم طويلا ، و قد وصل الأمر بماركيز إلى حد اضطره ان يتسكع في الطرقات طالبا الصدقة و أن يجمع من القمامة أوراق الجرائد و القوارير من أجل بيعها و العيش منها، حتى إن الفقر اجبره أحيانا أن يأكل من حاويات النفايات .
٥-مئة عام من العزلة
العمل الأدبي-القمة في نتاج ماركيز رفض لأول وهلة …!!!

هي من روائع القصص و أهمها في اللغة الإسبانية و قد قوبلت بالرفض لأول وهلة ، غابرييل غارسيا ماركيز و مرسيدس بارتشا اضطرا لرهن بعض المجوهرات من أجل أن تبصر هذه المادة النور ، كان المغلف يتضمن ٥٩٠ من الأوراق طيه و كلفته ٨٢ بيسوس(pesos) لكن ماركيز لم يكن بحوذته هذا المبلغ مما اضطره إلى إرسال جزء منه و لكن الناشر ارسل له المبلغ المتوجب لإرسال بقية المادة من أجل النشر ، أما من رفض الرواية فهو المؤسس الشهير لختم سييكس بارال(seix barral ) ،كارلوس بارال.

٦-لغز العداوة القائمة بين غبرييل غارسيا ماركيز و ماريو فارغاس يوسا.

آخر لقاء تم بين ماركيز و يوسا كان ١٢ شباط عام ١٩٧٦ خلال إعداد فيلم الأوذيسة في مدينة مكسيكو ، ما أن رأى يوسا ماركيز حتى هجم بغتة عليه و عاجله بكلمة قوية على وجهه ظلت الكدمة ظاهرة على وجهه طويلا ، أما سبب العداوة بينهما فهناك الكثير من الإجتهادات و التحليلات نذكر منها هذه الفرضيات الثلاث … الأولى، ان الإثنين يختلفان بعمق في السياسة و العقيدة ، و الثانية ، “فتش عن المرأة “…!!! اما الثالثة، فإنه يحكى أن ماركيز و زوجته حاولوا إقناع زوجة يوسا بالتخلي عنه لأنه على علاقة بإحدى النساء . لكن السبب الحقيقي مازال مجهولا…يبدو أن ثمة تواطؤ صامت كان بمثابة العهد بين الإتنين على عدم إفشاء السر .

المصدر / excelsior

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى