مقالات واقوال مترجمة
مختارات من روبنسون جيفرز.. شعرٌ ضد الحداثة – 2 ** ترجمة: أسامة إسبر
- مختارات من روبنسون جيفرز.. شعرٌ ضد الحداثة – 2
** ترجمة: أسامة إسبر
- الحي من الميت
ماتت الأرواح والأوهام،
والعقلُ العاري
يعيشُ في جمال الأشياء الجامدة.
الأزهارُ تذبل،
الأعشاب تيبس،
الأشجار تذوي،
الغابة تُحْرَق
لكن الصخور لا تحترق.
يتضوّر الظبي جوعًا،
تموت عصافير الشتاء على أغصانها
وتتمدّد على الثلج
في الفجر الأزرق.
والغريب أن الحاجة سلبت البشر من المروءة
كما جعلهم الرخاء وضيعين.
لكن انظروا إلى نبالة العالم التي بلا حدود،
إلى المياه التي تتدفّق لوحدها،
إلى الصخور الحافظة للأسرار،
وإلى السماء الجارية. - الليل المجلبب
في الليل، على شفا الفجر،
انطفأتْ أضواءُ الشاطئ كلها،
وهبّت ريحٌ. استيقظت وانطلقت في الظلام
قوةُ المحيط الغافية،
التي لم تعد كالوحش بقدر ما هي كالإنسان،
هذه التي لا تُقارن
اندفعت لوحدها،
أما نَفَسُها الذي نُفُخَ باتجاه الشاطئ
فقد غلّف العالم بالضباب.
ما من نجوم ترقص في السماء،
ولا ترنو أضواءُ سفينة.
أرى الأجرام الغرانيتية العريقة
لصخور الأرض الرأسية،
التي توضعت هنا قبل أن يكون لدى مصر أهرامات،
ضخمة تحت السماء الرمادية،
وخلفها انبثاقات الأشجار الفتية
التي زرعْتُها في عام سلام “فرساي”،
لكن هنا، السلام الأخير غير التافه. هنا، قبل الإنسان الأول
كانت الصخور والمحيط وأشجار السرو،
والمنطقة الشاحبة في قبة الضباب الحجرية الرخامية
حيث القمر ينحدر إلى الغرب. هنا تتجلى الحقيقة
وما تبقى أطياف عابرة.
وبعد أن تهدأ تسليات الحيوان الباحثُ
يبدأ المجد المظلم.