أدب وفن

الحليف …بقلم الشاعر عصمت حسّان

الحليف

لا بأس نستلقي معاً فوق الرصيفِ
إنْ كنتَ مثلي جائعاً للعزّ
للعيشِ الشريفِ ..

إنْ كنتَ مثلي رافضاً للذلّ
للأوغادِ
في الزمنِ المخيفِ

إنْ كان قلبك مثل قلبي طيباً
وترى الخلاصَ بأن ترى
وتقوم من إرثٍ كفيفِ ..

يا صاحبي
في لحظةِ الإبحارِ نحو الشمسِ
لا تحزنْ
فدربكَ للمدى العالي
سيبدأ من نزيفي

وإذا سقطتُ على الطريقِ مجرّحَ الكفين والشفتينِ
لن تتوقف الأشجارُ عن حملي بعيداً
عن خريفي

هم أولموا بيتي لغربان الخرابِ
وأحرقوا كتبي
وعاثوا في حفيفي

هم كسّروا في العتم أشرعتي
جناحيَّ اللتين كغيمتين من الشذى
قصّوا لسانيَ ألفَ عامٍ
مزّقوا وجهي على بابِ العذابات المخيفِ

يا صاحبي
إن شئتَ تخرجُ من رماد الصمغِ
ها إني أمدُّ الكفَ
فاجعلْ كفكَ المعروقةَ السمراءَ جسراً للقطوفِ

لا تلتفتْ للخلفِ
لا تصرخْ : ظروفي
فأنا وأنت اليومَ شحاذانِ نطلبُ كسرة الإيمانِ
والإحسانُ مبتورُ الأصابعِ
والمدى حبرٌ
تقطّر من حروفي

قمْ إذاً واخرجْ إلى المعنى
أظنُّ رقادك الصمغيّ لا يجدي
فهاتِ الصرخةَ الأعلى
وهُدَّ السّـورَ والجدرانَ
هذا القهرُ معركتي
وقافيتي سيوفي

قم إذاً
الصبرُ سلطانُ الجبانِ
فلا تقلْ
سرقوا رغيفي

همْ يسلبونَ القمحَ
والطحّانَ
أهلكَ
حقلكَ الأغلى
مدينتكَ التي أحببتَ
كي تمضي إلى صمتِ الكهوفِ

قمْ إذاً
إنّي جعلتُ الشعرَ لي كفناً
وأدري لو سقطتُ اليومَ جثماناً
سأحيا
لو وجدتكَ يا رفيقَ اللقمة الحمقاءِ
في بلدي
حليفي .

الشاعر عصمت حسان/ رئيس منتدى شواطىء الأدب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى