أنشودة للأشياء المكسورة …/بابلو نيرودا/**ترجمة ضي رحمي
أنشودة للأشياء المكسورة
- بابلو نيرودا
** ترجمة: ضي رحمي
تكسرت الأشياء
في المنزل
كما لو أن محطّمًا وئيدًا، خفيًا،
دفعها جميعًا.
ليست يدي
ولا يديكِ
ولا أيدي البنات
بأظافرهن الصلبة
ولا حركة الكوكب.
لا شيء، لا أحد.
لم تكن الريح
ولا الظهيرة برتقالية اللون
أو الليل الذي يحيط بالأرض
لم تكن الأنف، ولا الكوع
أو المؤخرات الآخذة في السمنة
ولا الكاحل
ولا الهواء.
انكسرت اللوحة، سقط المصباح
تحطمت أحواض الزهور كلها
واحدا تلو الآخر. الذي فاض
بالزهور القرمزية منتصف أكتوبر،
سأم البنفسج كله، والآخر الخاوي
تدحرج وتدحرج وتدحرج
طوال الشتاء
حتى استحال محض تراب
لحوض زهور،
ذكرى مهشمة.. تراب لامع.
الساعة
التي كان صوتها
صوت حياتنا،
الناظم السري
لأسابيعنا،
المنفرطة
أسبوعا وراء آخر، ساعات طويلة
من الحب والصمت
لكثير من الأحداث والمهام،
تلك الساعة
سقطت
ارتعشت عقاربها الزرقاء الرقيقة
بين حطام زجاج
قلبها المهشم
الهامد.
الحياة تواصل جرش
الزجاج، وتمزيع الملابس
تترك أجزاء
مشوهة المعالم
وما يبقى بمرور الزمن،
يشبه جزيرة على سفينة في عرض البحر،
هالكة،
تحيط بها هشاشة خطرة،
مياه وتهديدات شرسة.
فلنجمع أشياءنا الثمينة كلها في جوالٍ
-الساعات، اللوحات، الأكواب التي حطمها الجليد-
نأخذها للبحر
نغرقها في موجة مخيفة
تهدر كما نهر.
ربما يجبر البحر، بعمله الدؤوب
من مدٍ وجذرٍ، ما قد كُسر.
كثير من الأشياء التالفة
التي لم يكسرها أحدًا
لكنها تحطمت على أي حال.