منذ مدة طويلة جدا لم أذهب إلى صالونات التجميل التي تبرق الإعلانات من خلف زجاجها الهشّ.. اعتدت على ترتيب أظافري بنفسي، وضع مساحيق التجميل بنفسي و تقليم أمنياتي الخضراء بنفسي.. منذ مدة طويلة لم أشترِ فستانا جديدا أو حذاء جديدا يلائم نضوج خطواتي.. . ربما اختزنت ما يكفي من كل تلك الأشياء حين كنت مدمنة على تكديس الاختيارات والاحتمالات في خزانتي..
في الماضي، كنت أقضي معظم وقتي تحت أشعة الشمس لارتداء جاذبية السمرة ومن ثم أقف أمام خزانتي لساعات وساعات حتى أنتقي ما يليق بها.. كنت أراقب طول شعري ونعومته خوفا من أن يقضمه مشط الزمن بأسنانه القاسية.. كتت أشرب الليل في مواعيده خوفا من أن يحفر العمر مروره على زوايا حواسي.. لم أهتم يوما لنكهات الشكولاتة وأنواعها ولا لرائحة الوجبات السريعة الشهية والشاورما والبيتزا طالما أنها لن تضيف لي سوى الكثير من السعرات الحرارية وزيادة في الوزن..
كنت أهتم بالمقادير كثيرا، خوفا من أن يغدرني العمر ويسرق الرحيق من وردتي الصفراء قبل أن يشرق موعد التفاتتها صوب الحب..
كنت أعتقد أنني كلّما دلّلت أنوثتي أزهرت وأينع الضوء فيها، إلى أن اكتشفت أنّ السر يكمن في نضوج الحب في عينيّ قصيدتي.. فارتديتها وفككت زر الوقت..
