أدب وفن

المرأة وفخ الاستغلال الجسدي/ بقلم القاصّة هند يوسف خضر

المرأة وفخ الاستغلال الجسدي

بإلقاء نظرة على واقع المرأة العربية في وقتنا الحاضر وما وصلت إليه من تطور في مختلف مجالات الحياة(الاجتماعية والسياسية والاقتصادية) فإننا نجد أنها استطاعت أن تضع بصمتها وتثبت كفاءاتها في ميدان العمل، أصبحت تؤثر بشكل كبير في البنية الأساسية للمجتمع وأثبتت أنها ليست ضلعاً قاصراً ولا نصف المجتمع بل هي المجتمع بأكمله، بالعودة قليلاً إلى واقع المرأة العربية في الماضي نجد أن معاناتها قديمة قدم التاريخ، كانت مسلوبة أبسط حقوقها، عانت من عادات وتقاليد بالية التفت حول عنقها في مجتمع ذكوري بامتياز، شرّع ظلم المرأة، استخدم الدين لمحاربتها رغم أن الدين الإسلامي يدعو إلى معاملتها بإحسان، من الممارسات المعادية للمرأة( الزواج القسري و العنف الأسري و الحرمان من العمل والتعليم و زواج القاصرات والاغتصاب الزوجي)
اليوم نعيش في العصر الرقمي والعولمة ومواقع التواصل الاجتماعي، يلعب الإعلام دوراً كبيراً ومهماً في نشر الوعي والثقافة بين الأفراد، كما نرى إقبالاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، هنا تقع المرأة في فخ الاستغلال الجسدي ولكن كيف؟
ما نلاحظه في الترويج للمبيعات تُستخدم صور مغرية للمرأة تظهر جمال وجهها و مفاتن جسدها وذلك لجذب الانتباه و تحقيق أرباح عالية من المبيعات، نفس الأمر ينطبق على مواقع التواصل الاجتماعي فيتم استغلالها بأساليب ملتوية قذرة بهدف الحصول على أكبر عدد من الإعجابات والمشاهدات، بحيث تضطر لتقديم تنازلات كثيرة لذوي النفوس الضعيفة الذين يطغى مفهوم الجنس على تفكيرهم في سبيل تحقيق هدف ما لترمى بعدها كسلعة انتهت صلاحيتها، بهذا تصبح المرأة لعبة لصناع الإشهار لتحقيق أرباح طائلة، كما أنها تدعس على كرامتها وتعامل كسلعة رخيصة من خلال إبراز مفاتن جسدها لتحقيق ما تصبو إليه متناسية أنها ضحية للعبة طمس كرامتها وضرورة احترامها كإنسان على الأقل
في الختام، الجدير بالذكر أنه رغم حصول المرأة على حقوقها في العمل والتعلم والتعبير عن الرأي إلا أنها تقع في فخ الاستغلال الجسدي في مجتمع شرقي يحلل للرجل ما يريد.
هند يوسف خضر …سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى