يا كلّ الدنيا
كتبت د. ليلى شمس الدين
لأنك بيروت … ما ارتضيت ذلّهم وعارهم وخُبثهم وفسادهم .. لأنّك بيروت … أبيت إلاّ أن تفضحي قبحهم وجرائمهم .. لأنّك بيروت … سئمت من ألاعيبهم وكذبهم وحقارتهم .. لأنّك بيروت ما قبِلت إلاّ تعريتهم وكشف عوراتهم .. لأنّك بيروت … حضنت أبناءك من شمالك وجنوبك وبقاعك وبحرك وبرّك في قلبك النابض حبّاً وحياة .. لأنّك بيروت … كنت دائماً وأبداً الملجأ لمن قصدك .. لأنّك بيروت … كتب لك وعنك الشعراء من كل حدب وصوب فكنت وما زلت القصيدة والمعنى ..
ماذا أقول عن مدينة الآلهة .. ومستوطنة جوليا .. وزهرة الشرق .. وأم الشرائع .. وست الدنيا والعاشقة والمعشوقة في آن .. آه آه يا بيروت يا عشق الروح والدرّة الغالية .. لقد ادميت قلوبنا وأوجعت أرواحنا فجفّت مآقينا عندما قرّروا نحرنا بك فاغتالوك ألف مرّة ومرّة لكنك أبيت إلاّ أن تكوني كما أنت الحبيبة الجامعة .. حضنت أطفالنا وشبابنا ونساءنا ورجالنا في قلبك النابض ليكونوا شهداء على الجرم الذي أصاب الوطن كل الوطن .. وليتوحدوا في زمن سادت فيه التفرقة .. أبيت إلاّ أن تكوني شاهدة تصدحين وتمنحين كل من يلامس أرضك نخب حبّك الأبدي .. لقد صرخت بشموخك وعزّتك وكبرياءك أبداً أبداً لن أكون شهيدة طالما اجتمعتم ورتّلتم معاً عبر مآذن مساجدكم وأجراس كنائسكم نشيد الوطن والحرّية .. بيروت يا كلّ الدنيا قومي يا جميلتي وغاليتي من تحت الردم .. قومي …
