وجهة نظر !
كتبت : مارينا سلوم
اعلم جيدا أنّ ما سأكتبه لن يرضي الغالبية. لكنني لم اعتد النفاق ولا المواربة. كلمة وسأقولها.
إلى من يحمل شهادات وأوسمة و…… ورقية تؤكد أنْه سفير سلام.. أخبرني بعيدا عن كل تلك الأوراق والالوان والزخارف … كيف اقتنع أنك سفير/ة/ سلام وتحمل رايته وللآن فكرك لا يستوعب أكثر من أمة صبغتها دينية.. هل حقا لا ندرك أنّ لا أمة نقية العرق؟ هل حقا لم نتعلم كيف قامت حضارة منتصرة بالحرب على حضارة مهزومة ومتزعزعة؟ ألم يكن التزواج والاختلاط والهجرات منذ أمد وسيبقى مستمرا؟
أليس بحديثك هذا تبث روح العنصرية والطائفية ؟ كيف لسفير أن يزرع كل هذه الخلافات.. ألم نتعلم من التاريخ وتاريخنا هذا الماثل أمامنا ، بقوة وعلانية ، على أنّ هذه الأفكار هي التي تسبب الدمار والجهل… ؟
لا تأتن بشواهد من كتب. دعني أرى اعمالك على أرض الواقع فتكون هي الشاهد على فكرك ومنهجك وانك حقا انسان سلام.
حين تخرج من نسيج الأمة وتلبس نسيجا يجمع كل الإنسانية وتخرج من عباءة الطائفية والأديان وتلبس عباءة بلون يجمع كل الأطياف..
حين تتقبل النقد البناء (( كما تنقد انت ولربما في كثير من الأحيان بدون مراعاة لأصول النقد القويم)) وتناقشني بفكرك المنفتح على كل الخلائق الحية بمحبة واحترام . سأشدو لك أناشيدا تمجد كونك سفير سلام.
السلام ليس زخرفا ولا وشاحا نلقيه ساعة نشاء. السلام ثقافة ومنهجا وسلوكا . السلام درب المثابرين والأنقياء. السلام مسؤولية والتزام . ليس شعارات طنانه وبهرجة ومهرجانات.. السلام ثقافة وقوة وليس تخاذلا وضعفا . السلام انسانيّ الجوهر والشكل، لا يقبل بظلم ولا احتلال ولا استعباد ولا تفرقة ولا عنصرية… فأين نحن من كل ذلك؟
ما زلنا ننافق وننافق وننافق.
حين تنتقد بجرأة واقعا لا إنسانيا دون ان تنقص من كرامة الآخر . سادعوك سفير / ة / سلام
حين أرى ايمانك ليس بالشواهد التي تكتبها بكل مناسبة بل بشاهد واقعي من اعمالك من ابسط موقف إلى أكثره عمقا.. سآدعوك سفير /ة / سلام.
حين لا يكون همك الشاغل ان تأخذ دور الواعظ بل دور المتفاعل والفاعل. سأدعوك سفير / ة / سلام..
إنزع كل الأشرطة الزائفة. وتعال معا، نسير يدا بيد. درب السلام العادل لإنه شاق وصعب . دعنا نكون نحن انسانيو السلام الحقيقي. واهدني فقط إلى الإنسانية .
