أدب وفن

بيوت…بقلم الشاعرة فوزية العلوي/ تونس

بيوت

بيتي هناك جميل بالوان مشرقة
لكني لا أثر فيه لشيبات امي
المخضبة بالحناء
وفراشي هناك ناعم
لكن أين رائحة الصوف في الوسائد
والخيط الأخضر الذي تعقده امي
حول قائمة السرير
كل الدوارق فاخرة هنا
لكن لا شيء يشبه رائحة الفخار
في القدح الطيني الاصفر
ورائحة ورق الوردة التي تطل باهدابها
من فوق شباكي
الخبز هنا لا يذكرني بحقل ولا بنورج
ولا بشخير الاحمرة وهي تعود مجهدة من الحقل
ولا أرى أصابع اختي مطبوعة على العجين
ولا تعلق بين إضراسي حبات السمسم والكمون
شيء في بيتنا بطعم العيد وصخب الجارات
وهن يفدن تباعا
حاملات غربالا او قصعة او سكينا
شيء في بيتنا يدعوك
إلى النوم في القيلولة الحامية
تحت شباك صغير
لكنه يجلب لك كل نسيم الارض
ويجعلك تحلق فوق اشجار الصفصاف
القريبة من الساقية
بيتي هناك بصالون فخم ومروحة
تدور في السقف باجنحة ذهبية
لكن بساط الصوف الملون يدغدغني هنا
ويجعلني اتمطى كالقطة
حالمة بحصى الوادي
حتى اذا نهضت من النوم
اسلمت روحي للحنفية
اغسل بها غبش النوم
واقفز من غبطة لا ادري مصدرها
عله التفاح الذي يفوح ويرد الروح
عله التين المعمم بالحنين
عله التوت بحمرة الياقوت
او صوت المؤذن وهو يضوع بين البيوت
فوزية العلوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى