أدب وفن

رسائل إلى أمي / الرسالة التاسعة: أنتِ فصولنا!

رسائل إلى أمي…
الرسالة التاسعة: انت فصولنا!

د. رندلى جبور

أمي… كل يوم أتأكد أنك في مكان أفضل وأنك معنا أكثر من أي وقت مضى…
أمي… نحن نعيش في عالم مجنون، وكلنا مأزوم عاطفياً ونفسياً. كلٌ يحمل أوجاعه ويمشي على دربٍ مزروعة بالشوك.
كلٌ ينقصه حضنٌ يحتويه، وقلبٌ يفهمه، وأذن تصغي إليه!
أما نحن، أبي وإخوتي وأنا، فلنا حضنك الملائكي وقلبك الجميل وأذنك التي ما زالت تسمعنا وتقدّم لنا الارشادات بإشارات سماوية!
أنت هنا كما دوماً… بطهارتك وابتسامتك وتضحياتك.
أنت هنا نلجأ إليك كلما أوصد بابٌ في وجهنا أو أقفل قلبٌ على حبّنا.
أنت هنا تحضرين كلما أردنا البَوح بألمنا، وكلما اسودّت الغيوم في شتائنا الطويل الذي وكأنه لا يعرف نهاية.
الشتاء يذكّرني بلحافك فأغطّي به أرجل الشوق.
الشتاء يذكّرني بحنانك فأدفئ به قلبي.
الشتاء يسكنني بمطره، فتنسكبين فيّ كما المطر في تراب شجر يابس وعندها فقط أنتعش وأحيا!
نعم أحيا بك أمي. وأنا العارفة حتى النخاع الشوكي أنك الحياة، حتى في موتك.
وأنا العارفة حتى الاعماق أنك الشمس التي وإن اختبأت بضباب عابر، فستعود وتشرق في نفوسنا من جديد.
أمي، أنت فصولنا الجميلة.
أنت شتاؤنا بخيره، وربيعنا بزهوره، وصيفنا بإشراقه، وخريفنا في الامل الذي يبقى موجوداً فيه ولو كنا مصابين بالعري.
أمي، وما أجملك تحضرين كلما لفظت اسمك الذي هو عنواني وبوصلتي…
بحبك ميّوش!

*كاتبة و إعلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى