منتديات

الإلهيات و العلوم الوضعية/ رأي

الدكتور محمد مسلم جمعة

الالهيات والعلوم الوضعية :
ما يثير الدهشة عندما يطرح موضوع العلم والعلماء ،ذاك الخلط مابين الدين وهو من الإلهيات والعلوم الوضعية وهي من صنع البشر وما يطلق عليها العلوم الوضعية .
وما يزيد الغرابة كوننا ,على أبواب الألفية الثالثة ، حيث العالم المتمدن والمتقدم يشهد كل يوم تطوراعلميا وانجازا تقنيا ونحن منشغلون بقضايا فقهية نتجت عن خلافاتنا حول من يمسك بزمام ولاية الأمر ومن له الحق في ذلك .
علما أن الخليفة المأمون كان يحلم بأرسطو ويسأله ما الحسن ,ويحيط به في مجلسه العلماء والفلاسفة ,ومن يؤلف كتابا علميا يعطيه وزنه ذهبا .تصوروا درجة تخلفنا في هذا العصر الرديء ماذا نكتب ؟وكيف نفكر ؟وبماذا نحلم ؟وكيف نبدد ثرواتنا _للعلم أحد الأمراء عرض على كلوديا شيفر ,أن يدفع لها مليون جنيه لقاء عشاء معها ورفضت العرض بحسب أقوالها.
يأتيك من يشرح لك وجهة نظر تجاوزها الزمن ,وما زال ابن تيمية شغلنا الشاغل نوظفه في خدمة تمزقنا وتفرقنا ,بينماغيرنا يبحث عن كوكب قد يكون مأهولا بمخلوقات ذكية .
أضع كلامي هذا في وجه الأقلام الصفراء ومن يدعي فهما ومن مجتهدي سبق وكتبت عن دور بعض الفقهاء ورجال الدين ،الذين يستخدمون خطابا بعيدا كل البعد عن جوهر الدين ،فهم أقرب إلى العقل الخرافي منهم إلى العقل المعرفي ،مما يسهم في بنية ذهنية لمحازبين وتابعين ،يمارسون طقوسا مقدسة ؛يتحولون إلى آلة صماء مبرمجة ؛يرفضون ما عداهم رفضا قاطعا ؛ثقافة اﻹختلاف ليست ضمن قاموسهم وقد تستفز البعض منهم نكتة فستثير عصبيتهم عوضا عن ابتسامتهم . إلى متى تبقى مجتمعاتنا أسيرة الثقافة اﻷحادية ؛ثقافة بعيدة كل البعد عن لغة العصر ؛متى يحل لاهوت التحرر والتنمية والتقدم ؛لاهوت المواطن اﻹنسان بصرف النظر عن لونه ومذهبه ولغته وجنسه (ذكر أم أنثى )؟؟؟!!!
هكذا حالة تمر فيها أمتنا ،يصبح كل ما هو ديني ،لايخرج عن كونه صياغات للطقوس والشعائر،لادور لها سوى صهر ما تعتبره حقيقة ودمجها في أجساد محازبيها ،مثل هذه الحقائق هي التي تتحكم في وجداننا المعاصر وتشكل حركات لا إرادية (الطقوس)لعدد متنوع من البشر ،وعلى هذا اﻷساس تم إشادة اﻷبنية المتنوعة وفقا لمتطلبات كل طقس ومقدسات تابعيه. عصره وهو يعود الى العصر الحجري .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى