أدب وفن

حفنة صلصال متعطش/شعر / هند زيتوني

لشاعرة هند زيتوني

حفنةُ صلصالٍ متعطّشٍ
…………………………………

منذُ أن صنعَ اللهُ الأشياء
منذ أن منح البشر غموضَ الطيف
عجنني من أجودِ صلصالٍ
منذُ أن نفخَ الروحَ بقلبي المتعطّشِ
نسيَ أن يملأني بما يكفي من الغيمِ
لأكونَ أنثى مكتملة
لأمتاحَ من مطرِ الأرضِ
لأذيبَ الجمرَ على سطحِ الروحِ

منذُ أن صنعَ اللهُ الأشياءَ
لم يمنحْني ما يكفي من وقتٍ
لأرتبّ فوضى هذا العالمِ
لأرخي شاليَ الورديّ
على تلكَ السّحبِ الموقوتةِ
وأحرّرَ ذاكَ العاشقَ
في غفلةٍ من سطوةِ الكهنوتِ
لأسكبَ خمرًا في كأسي
قبلَ أن ينهارَ القلبُ المثقوبُ
هناكَ أطباقٌ من فاكهةِ الأقدارِ
لا تكفي لجوعِ كناريْنِ
أنتظرُ حبيبًا يحوّلني
إلى أميرةِ طروادةَ
يحتاج إلى عناقٍ طويل
في وسط هذا القحط المتغلغل
بالأنواء ….
في وسط أشواك العزلة
أبوح له :
كُن لي ، أنا وحدي
أهِبَهُ كلّ فرات القلب ….
لو تزهرُ أحلامي في صحراءِ
الوهمِ ، وتذوبُ أحاسيسي
في خمرةِ الشفتينِ
لأُشفى من ظمأِ الروحِ
سأتركُ للرّيحِ مصيري
سأنتظرُ إنانا لتمنحني
قيثارةَ حبِّ ، لأعزفَ
شيئًا من صوتي المكبوتِ
حبري يشبهُ خريرَ الدمِ

يكتبني شعري المنثورُ
على ورقي الأصفرِ
سأدخلُ في غيبوبةِ الالتحامِ
لأخرجَ من ثقبِ نايٍ حزينٍ
لأتخرّر من ظلّي المشطور .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى