تَفُكُّ قُمصانَها الأيامُ…بقلم الأديب بسام موسى

تَفُكُّ قُمصانَها الأيامُ ، وَتُفَتِّقُ المَواقِفُ عُرْوَةَ مَنْ عَلَّقوا أسماءَهُم على شجرِ المحبةِ حيثُ لا فضاءَ يَسَعُ نُبْلَهُم ولا مدناً من الأمطارِ تملأ كأسَ كلامِهم النديِّ. يُخْمِدون حرائقَ خيباتِكَ بماءِ أرواحِهم الطَّيِبةِ فتنتشي بِقُربهم، ويصير جسدُكَ مقهى الرياحِ وعبابَ البحرِ . هوذا العُمْرُ يأتيكَ مِنْ حيث لا تَحْتَسِب ; أحَدٌ في حُطامِ الغِيابِ يَنْسَلُّ مِنْ رَحِمِكَ مُتَجَوِّلاً في أكواخِ أنينِكَ الجارِحِ،عابثاً ببراءتِكَ المُتَسَوِّلَةِ على رصيف ِالأمل… وَجارٌ قامَتُهُ كالضَّوْءِ،تفيضُ عيناه خيراً، قلبُهُ قهوةُ يُطَيِّبُها هالُ إبتسامتِهِ، يحمِلُكَ واقفاً على جَمْرٍ وهو يَرتقُ ما تمزَّقَ من حنينِكَ إلى ابتسامةٍ تَكْوي تجاعيدَ الفَرَحِ لِيَحْمِلَكَ إليكَ. وصدق من قال:” ألجار قبل الدار” و”ألجار ولو جار” و”رب أخ لك لم تلده أمك”…
أراني في حقائِبِ المساءِ, أُرَتِّبُ إعجابي بهم ، مُطِلاً على الغروب، أُنَظِّفُ آخِرَ غيمةٍ من شَهْقَةِ البَرْقِ وكلامِ المطر ، عَلَّني أرى عُشْبَ أحلاميَ المعلقةَ على زمنٍ عاثِرٍ وأيامٍ عرجاءَ، يَضِجُّ في كَفِّ الرَّحيل