مقالات واقوال مترجمة

حكاية أول امرأة حاملة لحمى التيفوئيد التي قضت ٢٦ سنة من عمرها محجورة …!!!

ترجمة سمية تكجي / المصدر / muy historia

في السنوات الأولى من القرن العشرين كانت ماري مالون MARY MALLON معروفة جدا نظرا لمهارتها في فن الطبخ حيث كانت تعمل طاهية في بيوت أثرياء نيويورك.

هي ايرلندية الأصل ولدت عام 1868 لكنها اضطرت لترك وطنها بسبب المجاعة و رحلت إلى الولايات المتحدة عندما كان عمرها 15 عاما .

قصة هذه المهاجرة التي عملت في مطابخ الأثرياء ظلت هادئة إلى أن بدأوا في الولايات المتحدة يتتبعون انتقال عدوى حمى التيفوئيد و كان كل الأصابع تشير إليها.

عام ١٨٩٧ العالم ألمروث إدوارد رايت كان أول من طور لقاحا لحمى التيفوئيد

ماري مالون أول حاملة للتيفوئيد من دون عوارض ظاهرة.

عام 1900 عملت ماري مالون لمدة اسبوعين في أحد بيوت وستتشيستر WESTCHESTER في نيويورك ثم ما لبث أن انتقلت عدوى التيفوئيد إلى جميع سكان البيت .

من العام 1901و حتى العام 1907 حصل الأمر نفسه في كل البيوت التي عملت فيها ماري مالون في ولايات لونغ أيلند و مانهاتن و لم يبق اي مكان بمأمن إلى أن وصلت العدوى إلى بيت الثري المصرفي تشارلز وارن CHARLES WARREN .

انتشار حمى التيفوئيد ارتبط بالأحياء الفقيرة حيث الإكتظاظ و قلة النظافة ، و لكن أيضا سجلت حالات كثيرة في أحياء الأغنياء مما أثار استغراب الخبراء و الأطباء .

تشارلز وارن و بمساعدة اصدقائه عملوا على رصد ماري مالون بعد أن تركت النزل الذي تسكنه و بعد أن بدأت تحوم حولها الشكوك، إنها هي من تقف وراء انتقال العدوى إلى كل هؤلاء الأشخاص، و قد تم القبض عليها بعد محاولات مضنية و عمليات تتبع، و قد اظهرت الفحوصات المخبرية صحة الشكوك كلها ، و الشيء الخطير في الأمر أن المرأة لم يظهر عليها أي أعراض من الحمى .

عام 1907 تم نفي ماري آلون إلى جزيرة و عاشت الحجر في كوخ ملحق بمستشفى ريفرسايد فقط بصحبة كلبها….!!!

خلال ثلاث سنوات ماري مالون كانت يوميا تزود ببعض الخضار و اللحوم كي تأكل مما تطهوه في وحدتها الصارمة….!!!

طالت مدة الحجر إلى ثلاث سنوات إلى أن قرر مفتش الصحة رفع الحجر عن السيدة مالون بشرط أن لا تعود إلى مهنتها السابقة كطاهية .

ماري مالون بإسم جديد “ماري براون”

بدأت أخبار ماري مالون تتبادلها الألسن ووسائل الإعلام و تردد صداها في كل مكان و بدأوا بتلقيبها ب” ماري التفوئيدية “.كما وصفوها بالمرأة الشريرة و العنيدة و التي لا تعرف عواقب العدوى .

ماري مالون، لم تف بوعدها و عادت إلى العمل كطاهية، في المطاعم و المستشفيات بإسم آخر حتى العام 1915 حين بدأت موجة جديدة من التيفوئيد ، و قد وقعت للمرة الثانية في دائرة الإتهام و لم يسعفها تغييرها لإسمها.

و في هذه المرة كانت العقوبة أقسى حيث تم ترحيلها الى حجر دام 23 عاما و لم ينتهِ إلا بموتها عن عمر يناهز 69 عاما.

يذكر أن ماري مالون حاملة للتيفوئيد من دون عوارض ظاهرة (حرارة، وجع رأس، إسهال ) نقلت العدوى إلى 53 شخصا ، مات منهم 3 أشخاص .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى