” لا ترحلي ” قصيدة الشاعر حسين حسن التلسيني
لاتـَـــــرْحَلــي
لاتَــرْحَلـي يـازَهْــــــرَةَ القَـرَنْـفُــلِ
فأنتِ مِصْبــاحُ الجَمَـالِ الـمُرْسَـــلِ
لاتَــرْحَلـي فـأنتِ عَيْـــــنٌ جَـعَـلَـتْ
مِــنَ الهــوى نـافــورةً للـمَشْـــــتَلِ
لاتـرحلـي فَمِـــنْ سَــــوادِ مُقلتَيْـــ
كِ أشـرَقَتْ كواكِـبُ الـمُسْــــتَـقْـبـَلِ
لاتَــــرْحَلـي تَـمَـهَّــلي لاتَـــرْحَـلـي
فـأنتِ جَنَّــاتُ القَصِــيـدِ البُـلبُـــــلِ
لاتَـــرْحَلي فَـمَوْصِــلـي سَـفِـينَــــةٌ
وَمُقْلتَــاكِ شـــاطِئـــانِ لِـمَوْصِــلـي
لاتَــرْحَلـي وَتَـجْعَلـي دَمْــعَ الأســى
مُسْــتَعْمِـــراً لِخــافِقـي وَمَنْـــــزِلي
لاتَـرْحَلي كـي لايَظَــلَّ هــاتِـفـــــي
سَجِيــنَ راحَـــةِ العَـذَابِ الـمُقْـبِــلِ
لاتــرحلـي لاتَـجْعَــــــلي مَحَبَّـــتي
باكِيَــةً خَلْفَ السِّــتَارِ الـمُسْـــــدَلِ
لاتَـرْحَلــي فَبـالرَّحِيـــلِ يَعْـتَـــلِي
شَـوْكُ النَّـوى مُعَـرْبِـــداً مُكَبِّـــلي
لاترحلي كي لانرى شَهْـدَ الهـــوى
وَلِيـمَـــــةً ذَلِيــــــلَـةً للحَـنْـظَـــلِ
لاتَــرْحَلـي إنَّ الـرَّحيـــلَ ظُلْمَـــةٌ
بِظُلْمَــةِ الفِـــــراقِ لا لا تَـنْـجَلِــي
لاترحلي بَـلِ ازرعـي في دَرْبِـنـــــا
لامَ اللقــاءِ فَـهْـيَ خَـيْـــرُ مَنْـهَـلِ
لاتَـرْحَلي عُـودي لِـمَوْكِــبِ الهَـوَى
وَقَبِّــــلي جَبِـيـنَـــــهُ وَهَلْهِـــــلِي
لاترحلي دَعِي الهـوى مُحاصَــــــراً
بأحـرُفِ اللقــــــــاءِ كي لاتَـذْبُـلِــي
لاتَـرْحَـلـي تَغَــــزَّلـي تَجَـمَّــــلِـي
بِصَـبْـرِ أيـــــوبِ الأسـى تَــزَمَّـلـي
لاترحلي عَيْناكِ عيدا الفطْرِ والـــ
أضحـى لآهـاتِ الفــؤادِ الـمُقْفَــلِ
لاتـرحلي فبـالرَّحيـلِ يَـصْــطَـلـي
عيـدُ الهوى بِـلَحْـنِـهِ الـمُجَـلْـجِـلِ
وإنْ تَعَمَّـدْتِ الرَّحِـيـلَ فـارحلـي
بِلاجَوازٍ صَـوْبَ قَلْبِ الـمَوْصِـلِي
*شاعر و كاتب عراقي