“الصيام المرفوض” قصيدة الشاعر عصمت حسّان
الصيام المرفوض
ناموا على جوعِ الحياةِ
وصاموا
وتبددتْ من يأسها
الأحلامُ
همْ أمّةُ الأخيارِ صاروا
دميةً
وتحكّمت بمصيرهم أقزامُ
هم أولياء الريحِ قبل ذبولهم
وكمنجةٌ تشـــدو الضّيا
ويمـــامُ
شقّوا بحار الأرضِ
كان شراعهمْ كشْفَ السّنا
يوم الزمان ظلامُ
هم أسرجوا الطوفانَ
خيلاً للمدى
وعلى سفوح الراسياتِ أقاموا
واستطونوا التاريخَ صار بحبرهم
شمسَ النهوض
ورفرفتْ أعلامُ
كانوا سياجَ الخائفين وأسّسوا
عزمَ الصمودِ
فبرعمتْ أرحامُ
كانوا …
وهم في العصر صاروا عصبةً
متفرقينَ
وتاهتِ الأقدامُ
واليوم قاموا للصيامِ كأنهم
شبعوا
ويحتاجُ الفطيمَ صيامُ
لا يدركونَ الجوعُ أكفرُ
حاجةٍ
والمتخمونّ على الجياعِ قيامُ
والظالمون الحاكمون أئمةٌ
وكواسرٌ
وخوارجٌ
ورغامُ
والفاسدون على الأرائكِ شلّةٌ
سادوا العروشَ
وكلنا أغنامُ
يا شعبنا المقموعُ حوقل
ربما
سيُديرُ عقربة الزمانِ غلامُ
هو لم يلد للآن
حان مجيئهُ
سيثورُ حين الكوكبُ استفهامُ
ويقوم من تحت الرمادِ
مجالداً
لسناءَ يعطي سيفه القسّامُ
سيقوم حتماً من ضمير راكعٍ
ويكون نسراً
حين خاب حَمامُ
هو طفل هذا القفرِ من آياته
تصدى المحابرُ
تيبسُ الأقلامُ
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه