أدب وفن

باقة من قصائد الشاعرة د. وداد الأيوبي

وقالت النخلة الشمّاء
للسماءْ :
لأنّ ربيع عينيّ
هو الأجمل
ستبقيان نخيل
قصائدك
مهما تعددت لديك
فصولُ النساءْ .
أجمل التحدي
أن نظل أوفياءْ
النخيلُ .. قد يميلُ
ولكنْ لن يجيد
الانحناءْ ..

🌾🌾🌾

… وكان لي في عينيك
شجرة الأبعاد ..
ما كنت أبحث عن ملاذ
كنتُ أعانق الضوء
أستنبته سنابل الوهج
ولم تكنْ جبارا عصيا
هدهدتك الريح
وسرير العصف
كان عتيا ..
لم أبرح منارتي
ولهاث مشعلي
يمتاح زيته من
دفء عينيك
عاصف أنت
برفض مذهلِ
وتهمس :
ليس ذاك الرفض لي
لكنني أراكَ
في موكب النداء
تلوذ بأذرع الخفاء
وتبحث عن موجة
في مركب المساء
كن غاضباً
ما همني
لكنْ حذار تدعي
وأنت في الظنّ معي
أنك الإعصارُ
تهدم ما تشاء
تعدم من تشاء
وتلجم من تشاء
ليس في قاربنا
رتلُ الجواري
ولا الإماء
فمن ذا الذي
يود في حضنكَ
الارتماء !!
من كتاب الشاعرة الاخير :{ كن غريباً بدوني }

🌾🌾🌾

ووجدوك مقتولاً بقلبي
لا القلب يفرج عنك
ولا النبض يذوّبك
ولا أنت تنحلّ رمادا
ولا البحث المضني
حقق بوجودك وجودا ..
كنت ضائعا في واحة
العشق
وأضاعوك حين اكتشفوا
مأواك ..
كم كنت ملاصقاً للشغاف
يعجز عن خلعك الطوفان .
لا أدري هل وجدوك صدفة
أم احتفاء النبض بك
جلجل الحنايا
فأزهرت الخفايا ..
وجدوك وما جدوى العثور
على الطيور
وقد طوقتها المرايا !
وجدوك مقتولاً بقلبي
والقلب يزهر شوكا
ويجدل البرق طوقا
وينسج اللهفة شوقا
وأنت سجين الخلايا
وجدوك ..
وجدوا الوهم الذي
عليه صلبوك
لتنضوَ عنك اعتراف الأصيلْ
وتتلوَ سفر المليك الضليلْ
وتشدوَ شدو الرياح بقفرٍ
وتترك ظلك بروضة عطرٍ
وتلجم روحك بقبضة جمرٍ
لتؤخذ أخذ عزيز ذليلْ ..
لا أدري هل وجدوك
أم قتلوك ..!!
لكنّ حكم القلب
لن يرضى بتسليم
القتيل ..

🌾🌾🌾

غداً سأكتب لكَ
قصيدة …
هل ستضحكُ
أم ستبكي
لستُ أدري ..
إنما الأمر جاء
وليس الأمر
أمري
رقص الحبر
ضاع الصواب
وجنت الاقلام
والحبر سرّي ..
كل أخباري
فتافيت ذكرى
والذكرى ليست
ملك يميني..
ذكريات ناضبات
كأوراق فكري …
لكنني سأبني
وسط النهر الذي
خطف وجهينا
وهام مجنونا
يزهو بالجنون
بعينيّ
بظلي الغارق
في زندك
المفتون ..
سأبني جسرا
من نور الحنين
أجفف عليه قمصانك
المبتلة بدمع
الياسمين
من زمن ليس له
تاريخ
ليس له ميثاق
بأعراق السنين
عز عليّ ان يسكن
البردُ قمصانك
وأنا أتلو للشمس
سفر الغافلين ..
سأرسم جبينك
نخلة تذرف
رحيق أجنحتها
وجباه الصخر
ترنو ولا تلين ..
سأكفر بك ..
سأرجمك ..
سأعلن رحلة
الوأدِ …
كلما حوّلت
وِردي
لأقول ما لا يعنيك
تقتحم ..
تهجم ..
كالتنين
تختطف أصابعي
تحوّل أوراقي
لأمشاج أنين
وتسكب في أحداقي
دبق الشك
وللشك من صوتك
في البال يقينْ ..
سأبني الجسور
بعيداً .. بعيداً
ولتمكث في النهر
او في البئر
قمصانك العاريةْ
يتبعها الظل المموه
المصلوب على
ذراع الليل
يبحث عن
زاويةْ
يا رئتي المحشوة
حبرا ينزف
يطرح أشلاءه
في أثلام الندم
وتعلوا طقطقات
العدم ..
ليس للغافل نصيب
من غنائم الصدق
العقيم
ولا من صفايا الوعد
الحميم ..
أقلع من سوانح
ارتدادي ..
اغسلني بالهجر
اعتمر بصومعة
العنادِ ..
حول عينيك
وامض غريبا
كما جئت في
موسم ذاك
الحصادِ ..
ساكتب قصيدتي
بالقمح الفارغ
على شفاه النهر
ترتلها سقسقة
الذكرى
مموسقة بعطرٍ
لا يخون ..
معانقة لخصرٍ
او لطيف حنون..
ظننتكَ كنتَ …
ظلّ فعلاً ناقصاً
قضمتْ حواشيه
الظنون ..
هان .. وما خلتُ
فاعله يهون ..
غفلتُ أن النواسخ
تحتلُ …تبدل .. تغير
وتشبه الفعل
ولكنْ ب ما .. تكف
وترتد شبه فاعلة
وكم تخطيء
في الشبه
العيون ..
عجباً
كم ملأتك
لتكونَ ..
وما استطعتَ
أن تكونْ ..

🌾🌾🌾

لا تطل السرد
اختصر الشجرة العالقة
بين الأنفاس
تهزم الرئتين
بشهقة حنين
لا يقاس
بجمرة أو جمرتين
ولا يُحاط بدمع
غادر الجفنين ..
بعد الدمع
بعد الفراق
بعد الغرق
تتساوى العين
بالعينْ
يوضب الغافل
غفلته
ويسوق بصمتٍ
غربته ..
كانت تتلو النَصّ
مزنرة بالوهج
بالعطر
بسمو الفرعين
وكنتُ أصطاد
ذئب الخرافة
من كهف اللعنة
لأعانق مسموم
الحدّين ..
كان النَصّ محتشداً
وعطر الدمع على
الخدينْ ..
لا تطلِ السردَ
لا تبكِ الوردَ
عد غريباً
تلك أقدار الغرباء
بلا ظلّ يحملون الدربَ
مطفأة العينين …

🌾🌾🌾

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى