السادة والسيّدات في العمل الثّقافي
تحية ثقافيّة صادقة…
طالعتنا بعض مواقع التواصل الاجتماعيّ بالدعوة إلى الدورة الثّانية من الملتقى الدّولي للأدب الوجيز، وما أثار هذا الإعلان الكثير من الإشكالات والاعتراضات.
يهمنا التّأكيد في ملتقى الأدب الوجيز في لبنان أنّ أي مؤتمر يُعقد في العالم العربيّ أو في العالم تحت عنوان الأدب الوجيز هو مدعاة فخر لنا، وهو يحقّق في الوقت نفسه الهدف الذي سعى إليه المؤسّس أمين الذيب في نشر الأدب الوجيز في كلّ مكان عبر نوعيه: الومضة والقصة الوجيزة (ق ق ج). لكن ما هالنا في الدعوة إلى عقد ما هو مسمّى “الملتقى الدّولي 2 للأدب الوجيز في 27-28-29 ماي 2021 في ولاية منوبة التّونسيّة، هو تجاهلنا كليًّا، وتجاهل الجهود التي بذلناها على غير صعيد في هذا الخصوص بين لبنان وتونس مع مؤسسة صالون الأدب الوجيز بتونس الأستاذة إلهام مسيوغة، حيث كان من المفترض عقد الملتقى الدّولي للأدب االوجيز بدورته الأولى يومي 28 و29 مارس 2020، وتسببّت جائحة كورونا بتأجيله.
واللافت أنّ أصحاب الدّعوة قد أهدوا عمل هذا الملتقى إلى روح الرّاحل أمين الذيب، أي مؤسس الملتقى في لبنان والسّاعي إلى الإنطلاق في أرجاء الوطن العربيّ، وهو مع أفراد الملتقى أوصلوا فكرة إنشاء ملتقى الأدب الوجيز في تونس، ويهمّ الملتقى في هذا الخصوص، الإشارة إلى تجاهل التنسيق مع هيئة ملتقى الأدب الوجيز التي تابعت العمل بعد رحيل الأستاذ أمين الذيب إذ على الرّغم من ورود اسم لبنان في دعوة ملتقى منوبة، نؤكد أنّه لم يتمّ التّواصل معنا كهيئة.
لذا ننتظر من منظمي المؤتمر العمل على تسوية الموضوع وإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه، وعدم الاستمرار في هذا النّهج الذي يخالف كلّ الأسس التي قام عليها الأدب الوجيز، وسعى مؤسّسها إلى إرسائه لبنانيًّا وعربيًّا ودوليًّا.
يُشار أخيرًا، إلى أنّ فكرة الأدب الوجيز كانت قد تبلورت قبل كانون الأوّل (ديسمبر) 2017، في العاصمة اللبنانيّة بيروت، عبر عقد عدد من الأمسيات، لكن في هذا التاريخ عقدت أّول ندوة تحت عنوان “شعر الومضة والقصة القصيرة جدّا” في قاعة المحاضرات في البيال على هامش فاعليات معرض بيروت الدّولي للكتاب، وقد حاضر في الندوة نخبة من الأساتذة والنّقاد. وتوالت المؤتمرات والندوات والأمسيات السّاعية إلى إرساء قواعد الأدب الوجيز بعد ذلك في لبنان وتونس وسوريا والعراق والأردن… ومنها عقدَ ملتقى الأدب الوجيز مؤتمره التّأسيسيّ في لبنان بالتعاون مع الجامعة اللبنانيّة وبرعاية وزراة الثقافة اللبنانيّة وبمباركة سعادة السفير التّونسيّ السّابق في لبنان كريم بودالي، وبمشاركة نخبة من الباحثين من لبنان وسوريا وتونس والمغرب والعراق والأردن، وقد أصدر الملتقى كتابه النّقديّ الأوّل، فضلًا عن مؤلّفات أخرى في الومضة. ولا يزال العمل مستمرًّا في متابعة الخطى، عبر إصدار الكتاب النّقديّ الثّاني، والتّعاون مع أصدقاء الملتقى، لعقد مؤتمرات وندوات وأمسيات حول الأدب الوجيز بنوعيه القصة الوجيزة والوضة.
بيروت في 26 نيسان 2021
رئيسة ملتقى الأدب الوجيز
أ.د درية كمال فرحات
