عن أسد الخيام
الشهيد السعيد محمد علي نعيم خشيش
(1988 – 2024)
يا لهذا الوجع المقيم بين القلب والروح، وأنتَ الذي لم تهدأ المقاومة في سحر عينيك، ولم تهدأ روحك حتى امتشاق آخر الأنفاس، وآخر الرصاص، وآخر القصاص، لقد فاضت روحك وأنت تُسطّر كربلاء العصر في الخيام، وتناثر جسدك وأنت تزف الملائك إلى السماء حاملة رسالتك الأخيرة: الخيام مُحرّمة على الصهاينة حتى رمقك الأخير من الطلقة الأولى حتى الأخيرة، محمد علي نعيم خشيش عنوان الأسطورة التي سترويها السماء لأهل الأرض في الشدّة والرخاء، محمد علي خشيش أيقونة من جمال محمد (ص) ومنارة من شجاعة علي (ع) يوم عزّ الوقت عن ساعاته، والدهر عن أيامه، إلّا الجنوب وجهاته، فكنت جهاته الأربع وجبهتك الضياء، ووجهتك كربلاء، فيا لهذه اليمين التي رمت الصهاينة، فأذقتهم من بأسك الحيدري ذل الهزيمة، ومن فدائك الحسيني قرار انتصار الدم على السيف، أبا حسن أيها الناظر إلينا من عرشك الملكوتي، وعرينك المحمدي كيف أرثيك؟! وأنت فينا قاب قوسين أو أدنى من قزح الفرح الأبدي؟! كيف أرثيك وأنت علينا الحجة البالغة أمر ربها لعباد لا يزالون تحت حدّ العتق من نار الدنيا إلّا أن يبلغ السيف حدّه والسعة مداها والقدرة أقصاها لإتمام بالغ الحجة في هذه اللجّة الحالكة من أيامنا؟!! لكنك أوصيتني بهذا في آخر لقاء على قارعة العمر القصير؛ ويا ليتني لم أقبل الوصية رحمة بحوراء وحسن ومريم الجميلة، وبأبوين لم يذقا طعم الراحة منذ شهور ثلاثة، وبأخت شهيدة شاهدة علينا من عليائها، وأخ وأخوات على أهداب انتظار مؤرّق، فما لي الآن أبا حسن أجدّد مصابهم بك؟!! آهٍ ما أقسى وصيتك من آخر لقاء، ولكنها شرف الحبر الذي أبى إلّا أن يحمل بعض ذكراك، وفخر الكلام الذي سيبقى على النصر آية، إنّه أنتَ يا حبيبي، والباقي سترويه الخيام لأهل الأرض؛ بعد أن ضعفت قواي عن إكمال الحكاية، والدموع علينا الختام.
(مُحب)
