بالقلم و الصوت قصائد و نصوص في ذكرى أربعين الراحل الكبير بلال شرارة

في ذكرى اربعين يوما على وفاة الشاعر الأديب بلال رفعت شرارة شعراء و أدباء من لبنان وكندا و العالم يحيون الراحل الكبير بأقلامهم و أصواتهم
صباحُ الخيرِ يا بلال
يا قمحَ الحقولِ
المجبول بعرقِ النضال
يا نبضَ السهولِ
الذي يقولُ
ولا يُقال..
انتصفَ النهارُ يا بلال
والناسُ في جدال
بعضهم ينشدُ الرحيلَ
وبعضهم يشدُ الرِحال
وحدكَ تكتبُ الشعرَ
بالأفعال
ويضمكَ الفكرُ
وتحتضنكَ التلال ..
وعصاكَ التي مشت معكَ
كم زينَت الترابَ بالجمال
وكم في أرضِ الجنوبِ
جالت معكَ تفكُ القيودَ
وتنزعُ الأغلال
أيا بنتَ جبيل
اشهدي على الأبطالِ
هذا جبلُ عاملِ
وهنا مقلعُ الرجال…
مساء الخير يا بلال
يا قمراً
بدراً
أيها الهلال..
يا شجر اللوز
وخشب الأرز
وغفوة العرزال
تشتاقكَ الكروم
والنجوم والأقوالُ
والأمثال
نم هنيئاً كالأطفال…
تُصبح على لقاءٍ
يا بلال……
الشاعر جويل عماد

الكبار ما بيفلّوا
بفيّة الحبقة بيفيّوا
بيتركوا صدى
وكمشة دفى
ببتركوا حروف
ما بتموت
بيتركوا كتاب العمر مفتوح
بيحفروا اسمن
عا شجر الحور والسنديان
كلماتن مراية وجدانن
وفكرن
المتأصّل بالشهامة والعنفوان
الكبار
أصحاب الضمير
ما بيخافوا
لمّا العاصفة تدق بابن
بيكونوا ناطرين
عَا ضو شموعن سهرانين
ما بيخافوا
لأنن زرعوا بيادرن
بعرق جبينن
زرعوا الوفا
وخرطشوا عا دفاترن
بحبر الروح
كلمات خالدة
ما بتموت
بتشبه العيد
وموسم الحصاد
بتشبه شتي أيلول
وريحة الأرض المشتاقة
للخير
للندى
لغمرة حنين
لفنجان قهوة
لصبحيّة عا مصطبة
لكروم العنب والتين
لبساتين الخير
لحقول القمح
يلّي بتلمع متل الدهب
الصور زوّادة العمر
مكدّسة بالذاكرة
بتصير متل الكنز
لمّا بيتدخّل القدَر
بيوقّق القلب
وعقارب الوقت
وبتكرج عالسكّيت دموع
ستّ
حاملي باقة زهور
عا دراج منسيّة
بمنديلها عم بتلوح
وبغصّة عم بتقول
بخاطرك
بخاطرك
شو صعبة الغربة
يا خيّي..
(تحيّة إلى روح فقيدكم الغالي ولو من دون معرفة شخصيّة. مستوحاة من روحكم الكريمة وفكركم الرائد).
الكاتبة اوجيني عبود حايك

يا موت يا غدار يا قاسي خـوفـت اهـلـي وحـزنـت نـاسـي يـامـوت ظـلمـك طـال كـل الـناس جـوعـك قـديـم وقـلـبـك نـحـاسـي صـالـي لـنـا يـا مـوت عـالمـتراس المـركـب عـلى شـطوط الـعمر راسـي مـا فـي حـدا طـالـع بـوجك راس ومـا فـي حـدا مـاضـي ل إلـك نـاسـي ما فيك لا شفقة ولا إحـساس كـل يـوم عـم بـتزورنـا يـا مـوت وبـعضنا كل يـوم بـنـواسـي عـمر البشـر عـالأرض مـهـمـا الـعمر طـال نـحـن تـراب، تـراب رايـح لـلـزوال بس ل بـيبقى بـهـالـدنـي الـصيت الحـميد وصـورة رح بـتبقى عـن الـراحـل مـثال يـا بـلال ل كـنـت حـابـب عـالأكـيد إلـتقي شـي نـهـار فـيـك بـكـل حـال غبت عنا وتـركـت إلـنا رصيد بـإخـتك، بـرنـدة، بـالمـزايـا، بـالـخصال مشوارنـا مـن الأرض لـلجنة بـعيد تـركـت الـدنـي وطـلعت ع مجـد الـسما تـارك لـنا الـسمعة الحـميدة يـا بـلال
الـشـاعـر جـان كـرم

دمعتي حرّى على فقْد بــلال
أذّن المـــغربَ وارتــاح بــــلالْ …. امتطى خيطاً من الشمس ومـالْ !
بعضُ نفسي قد طوى صفحاتِـه ….. فانـطوى مني خــطابٌ ومقــــالْ
وارتقــى تهوى ســــلاماً روحُــه … . ووداعاً زانـَـــــه ضـــوعُ ابــتـهال
من عيون الحرفِ صُغنا نعشَــه …. من دمـوع الحب مـاء الاغتـسال
عاف دنيا قد تــــولاها الخَـــنا …. وهو من عشّاقِ سـاحاتِ النــضـال
كم ثقافاتٍ رعى نهضـــــــــاتها …. وكفـــاها النشــرَ أو مــــرّ السـؤال
كم لـــغاتٍ أبّنــــت أدابـــــــــنا …. لتعـــــزّيها على فـــــقْد بــــــلال
وبـلال خـــــــــالد في شــــعره ….. ذكْــــــره بـاقٍ لأعــــوام طــــوال
د. محمد بسام

عندمـا يـرحـل أمـثـالـه تـنقص الأرض مـن أطـرافـهـا .. وتـنـطـفـئ مـنـارة كـبـرى كـانـت تـرسـل إشـعـاعـات خـيـرهـا ونـورهـا فـي قـلـوب مـحبيها . عـنـدمـا يـرحـل امـثـالـه تـنفطر لـذهـابـهم الـقلوب. لـكـونـهـم صـمـام أمـان قـيـم ومـبادئ تـرفـع مـتبعيها إلـى مـصاف الأمـم الـخـالـدة ذات الإسـهـامـات الـكبرى فـي حـيـاة البشـريـة.
نـرثـي رجـلا عـمـل لـيـل نـهـار لـخـدمـة قـضـايـا امـتـه الـتـي تـأمـر عـليـها الـقريـب والـبعيد فـي زمـن الـتبعية والـهوان والـردة عـن المـبادئ الـناصـعة والمـعـانـي الجـميلة…. بـلال شـرارة واحـد مـن الـعظماء الـذيـن انـجبتهم أرض عـامـل.. ووهـبتهم قـدرات وطـاقـات مـتميزة
لا نـرثـي الـيوم رجـلا عـاديـا أو شـخصـا عـابـرا … نـقـف الـيـوم بـمشـاعـر عـميقة تشـتعل فيها الحسـرة والألـم فـي مـوقـع رثـاء رجـل إنـسـان بـكل المـعـايـير.. رجـل أحـيـا عـقيدة الإحـتـرام فـي المـكـان الـذي افـتـرسـتـهـا فـيـه وحـوش التحـل الـقيمي فـي حـقبة الحـداثـة
الـزالـفة.
ارتـقـت بـهـم إلـى قـمـة المجـد وذروة الـعمل والـتضحية والـعطاء…هـو رجـل لـيـس كـكل
الـرجـال.. ورمـز لـيـس كـكـل الـرمـوز . فـمـا تـركـه بين دفـتـي كـتـاب حـيـاتـه الـذي تـتـقـاطـر مـن
صفحاتـه المـضيلة كـل صـور الـعطاء والإبـداع.. يـضعه -حـتما ودون جـدال – فـي المـرتـبـة |
الأسـمـى الـتـي لا يـجـاوره فيها إلا نـفـر قـلـيـل مـن بـالـغـي الـتفرد والـتميز والإبـداع فـي مـنطقتنا ربـمـا لا يـعـرف الـكثيرون سـيـرة حـيـاة بـلال شـرارة .. الـذي شـكـل نـمـونـجـا لـلإصـرار والمـواجـهة والتحـدي فـي كـل المـيـاديـن وفـي مـختلف الأوقـات .. او ربـمـا الـبعض يـدرك بـعضـا مـن الـعـنـاويـن الـعـريـضـة الـتـي بـزغـت فـي مـرحـلـة مـا مـن مـراحـل حـيـاة الـرجـل الـتـي دونـهـا بـمداد المجـد والفخـر عـلـى إيـفـاع مـراحـل وعـهود زمـنـيـة عـصفت بـها التحـديـات
فـي لـبنان.
لقد مـثـل بـلال شـرارة مـدرسـة فـكـريـة مـتـكـامـلـة الأبـعـاد . حـيث جسد كـل أشـكـال الـقوة والـعـزم والـصبر والـثبـات عـلـى المـواقـف الـصلبة .. كـما جسد الـقدرات الـفـكـريـة والـسيـاسـيـة الـبـاهـرة ..الـتـي وهـبـته مـرونـة دبـلـومـاسـيـة صـقلتها المـحـن والـتـجـارب والـخبرات.. لـيشكل شـخصية بديعة ذات مـلامـح ومـكـونـات مـتـكـامـلـة ثـوجـت بـكـاريـزمـا
ذاتـيـة وحـضور لافـت لا يـختلف فـي جـدارتـهـا وأهـليتها أحـد. رحـمه الله و اسكنه فسيح الـجنان
الأديبـة فـاطـمـة عـبـاس

لي مين تـارك هـ المـدى الأرحـب ل فيك ضـاق وما كنت بتمل تـوسـعـو بـحـرف المـدى الأسـهـب ب.. الـقـوافـي وريـقنا بتبل كنت تتعب لو شـفت متع وبـتـجـل رايـة بـعدهـا بيـجـل كنت مبني ما كنت معرب بتعل راي الغير ما بتعل ب طيب الأصـالـة شاعر مادب وشــرارتـك فـانـوس يهـدي الـكل وحـيـثك بلغت المجـد بـالمـارب تارك تـراث الدهر لو خرب بتجـلسـوا من عنبرك بـالـفل ويا اخت رنـدة لـو انـهـد الـحيـل ودمـعك اذا بيجـري وفـاض السيل مـا بـلومـك جيت ن۔۔ جـامـل بفقدان رايـة من جـبـل عـامـل مـن تـراب إم الحـرف بـنـت جـبيل
للاسـتـاذ بـلال الـرحـمة والمـغفرة ولـكـم الـصبر والسلوان
الـشـاعـر اكـرم شـريـم

بـلال شـرارة… تـبـر لا يـافـل!
قـامـة ثـقـافـيـة عـابـرة لـكل مـسـافـات الأشـخـاص والانـتـمـاءات… مـنزه فطرة عـن صـغـائـر تنـخـر الـفـكـر فـي عـوالمـه!
بـلال شـرارة، افق هـو، مده الـشمس يـطـالـها، فـي مـا نـثر مـن مـداد عـلـى عـاشـقـي الـكلمة… فـي مـا اثـرى مـن أدب عـلـى مـمتشفي الـقلم… فـي مـا أهـدى مـن ثـقـافـة عـلى طـالـبـي الـعلم! صـفـة مـيـزتـه، فـي رايـي خـرجـت عـلـى مـالـوف دوحـة اهـل المـعـرفـة. وجـهـه الـسمح، الـطيب الـقرب، جـاذب كل حـبيب، قـال دومـا مـن غـير
کلام: “تـعـالـوا يـا مـبـاركـون، انهـلوا، انـتـم فـي حـضـرتـي أخـوة تـحبون”! إلـيـه جـاؤوا يـتلمسون المـعرفـة، يـتـعرفـون مـواضـعها
الـحقيقية، يسـتقون مـن مـنـابـعـها الـصفية ويـرتـفون! . الـيـوم، الـوسـط الـثـقـافـي يتجـلبب بـالـنـعـي، بـالـنجيب، الـبلال هـام بـالـرحـيـلا تـيثمت الأنجـم لاحـت بـالـسواد. الأرض مـثواه لبسـت أبـهـى خـلاهـا، حـل فـيـها الجسـد المـعـرفـي، نـطقت بـالـدر تـرحـابـا! لتبقى ثـورتـه عـلـى بـاطـل الادعـاءات الـتـي افـتـرشـت أديـم الـسـاحـة الـثقـافـيـة وقـحـة الـرفـعة المزيفة… ثـورة مـقدسـة لـن يـخـبـو لـهـا وهـج وحـركـثـه فـي بـركـة! فـي لـبنان والـتـراب تـبـر عـجـالـبـي، يـنبث الحـريـة قصيدة ضـوئـية، امـتـدادات عـروبـيـة الأصـالـة شـدوا عـلـى الـعـالـم!
لـن تـغمرك تـربـة بـنـت جـبيل إلا نخـيـرة مـطـوبـة تـهـديـها زادا مسـتـدامـا لـحجاج الـرجـاحـة اسـتزادة إنـسان ينشـد الـعلى!!
د. عـمـاد يـونـس فـغـالـي

رثـاء الـشـاعـر بـلال رفـعـت شـرارة
رحـيلك أشـعل فـي قـلـوبـنـا الـدامـيـة نـار الـفقد، فـتـاجـجـت فـيها الحـرارة…. وكـوى لـهيبها مـأقـينا، فذرفـت دمـوعـا مـثقلة بـالأسـى والمـرارة….
مـقاوم انـت، بـيـراعـك الأبـي، وسيفك المـمشوق، تشهـد لـك أروقـة الـبـلاد، وكـل مـغارة….
أبحـرت فـي عـالـم الـثـقـافـة فـأوقـدت عـقـولـنـا، واضـاتـهـا بـفكرك الـذي يـشـع مـنارة…. أيـها المـوت، كـفـاك غـدرا ! لقد سلبت مـنا وغـيبت عـنـا المـنـاضـل بـلال رفـعـت شـرارة….
الأديـبـة شـاديـة جـبـاعـي

بـالأمـس عـاد الـى مـنابـعه
سـبعون الـقـاهـا عـلى درب الـحياة وغـاب عـنـا الـشـاعـر أمـس مـضـى تحـدوه ،اسـراب الـحنين اذ خط حـرفـاً مـن ضـياء… غنى عن الأرض الـتـي نـادت فـلبينا الـنداء.. غنى عـن الـعـشـق الـجـنـوبـي المـضمـخ بـالـفداء.. غنى عن الـحب الـذي مـن دونـه كـنـا هـباء..
مـن الـقـوافـي ،والـربـيـع الـزاهـر.. ولـكـم غـنـى لـنا فـي صـمته
غنى لـنا..ومـضـي الـى دار الخـلود.. مـتـابـطأ أشـواقـه..
ليصير نجـمـاً فـي الـسماء…
الـشـاعـرة فـاطـمة رضا

يا الف حسـرة عـليك يا سيد بـلال يا مـرافق الابـطال عا دروب الـنضال یا مزيـن الإبـداع بـالـفعل المـهيـب وبـين الشـرق والـغرب وسعت المـجـال بـحيـك مـثـال بـخـاطـر الـفكر اللبيب لما جـمعت المعرفـة بـانـبل خـصـال بـحيثك بـفلسفة الوفا كنت الـطبيب وكـنت المـداوي من شـرور الانـفـعال ولما عصف عـوجـودك الامـر المـريـب وحـسـيت انو العمر اخـرتـه زوال تعملقت بـالـفكر المـحصن والـنجيب وسـخـرت للفعل الـبصيرة بلا جـدال ورغـم الـفنـا ضليت بـحضورك قريب تـكفكف دمـوع اللي ضـنـاه الارتـحـال وسـاعـة رحـيلك صـاح وينك يا اديـب وصـاح الـتـأخـي ويـن فـيـدوم الـرجـال ورد الـصدى بـمـقام هـالـكون الـرحـيـب الأبـطـال فينا خـالـدة عا كل حـال وارض الكرامـة صـعب مسـلكها يخيب مـا زالـهـا شـرارة جـذورك بـالـوجـود بشـرع المـحـبـة بـاقـيـة مـضـرب مـثـال
الـشـاعـر عـلـي صـلوخ

بـلال شـرارة شـخصية فـريـدة مـا مـمـكـن تـتكرر…. الـتقيت فـيـه عـلى مـدى يـومـيـن مـن خـلال زيـارتـي لـبـنـت جـبيـل مـع اخـتـه الـصـيـفة الـشـاعـرة الـحبيبة رنـدة الـقـادمـة مـن غـربـتـهـا بـكندا …
تـحية لـروح الأخ والـصديق بـلال شـرارة لمـا الـخـي بـيموت، بـتـروح مـعـه شـقفة مـن الـقلب وبـتبقـى الـذكـريـات تجـرح الإحـسـاس، وبـيسكت الـكلام. دمـوع الـعيون بـتعبر عـن الـوجـع الـتنهيدة بـتصرح أخ يـا خـيييي.. والـروح بـتنـاجـي ربـهـا بـلكي بـترجـع الايـام ولـو للحـظة..
كـان مـتـكـي عـلى عـصـاه مـثـل الـجبل الـلـي تـاكـي عـارض صـلبة. جـالـس مـتـل طـفـل صـغير عـتخته، عـيـونـه عـكـل الـلـي حـولـه ووجـهـه بـيطفح
بـالـحنان
الـشـاعـر والأديـب والمـنـاضـل بـلال شـرارة والـفـارس الـلـي المـنـابـر بتشهـد لـه، رحـب فـي بـكـل لـطف وابـتسملـي وانـا تـلبكت قـدام هـالـهـامـة الـثقافـيـة الـكبيرة وتـمنيت لـو كـنـت أعـرفـه مـن سـنين… تـأمـلته بصمت وشـفـت فـيـه انـسـان كـلـه فـكـر وهـو عـم يـحـكـي عـن قـيـمـة الـثقافـة
والأدب وقـيمة الـكلمة .. كـان لـي الشـرف يـوقـعـلـي مـجـمـوعـة مـن دواويـنـه الـلـي اغـتنت مـكتبتـي فـيـهم كـمـا انـي كـنـت مـحـظـوظـة بـمـعـرفـتـي فـيـه، ولمـا ودعـتـه تـرك بـقلبـي أثـر كـبير وفـرح عـظيم وانـا
حـامـلـة مـعـي ثـروة مـن فـكره.. قـراءاتـي الـلاحـقـة مـن كـتبه خـلتني اتـعـرف عـليـه اكـثـر وعـلى عـشقه للوطـن والارض، وعـلـى الـكلمة الـصـادقـة الـلـي بـتعيش مـعنا للأبد بـلال شـرارة، بـاقـي بـقـلـوبـنـا وفـكـرنـا الـى الأبـد
لـروحـك السـلام
الـشـاعـرة امـال مـعوض فـرنـجية

تقول رنده :
وراء الدموع كلمات..
وخلف الصمت وجع وصرخات..
همساتنا ستار للحزن والآهات..
ومع هذا كله لاتنطق الشفاه الا بكلمة
(صبر جميل )رغم ما احمله في داخلي من شتات..
ساحبس الغصه وتبقى الذكرى
تعيد إلى صدري هدوء وجوده
فيارب اجعلها آخر الاوجاع والاحزان
السيدة ايمان صباغ

آخ لو فيي انا يا موت
اوقف بوجهك امنعك
تسرق من حبابي حدا
وعبيوتنا ما تفوت
ما شبعت تسمع صوتنا
عم يشتكي
ما تعبت من
صوت البكي
نشفت بعينينا الدموع
والقلب صعبة يحمل وموجوع
بيكفي بقى
بيكفي يا حزن
يا ريت فيّ امنعك
تاخد حدا مني
وعبيوتنا تفوت
ومن هالدني امحيك
لكن يا حسرة هالقلب
لرب السما بيشكيك
بيكفي بقى يا موت
الشاعرة عايدة كرباج

قالوا الحرف لابس عباية ليل
والسطر تاكي انهدّ منّو الحيل
وبوح الزهر سكتت ترانيمو
وفي نجم ساطع حدّ نجم سهيل
يا راحل وتارك سنا اسمّك
وفوق تلّ المعرفة رسمّك
ضويت بعتمّ الزمن قنديل
وتخلدوا فعالك قبل جسمك
ال متلك انت ما راح بعدو هون
بنور المحبة مشعشع بهل كون
وذكرك ابدّ باقي بعمق الكل
وفكرك عبق من مية لون ولون
انت الوفي والبيّ انتَ الخيّ
ونور وجهك ما خبا ولا شوي
معنا برغم البعد رح تبقى
متل الشمس والحب متل الضيّ
الشاعرة مريم شاهين رزق الله

بلال رِفعَت شرارة الباقي مُبدعًا!!
(في ذكرى الأربعين على غيابِه)
خادمُ الكلمةِ في شعَابِ الإِبداع كُنتَ، ومُتَنفَّسُ الحُرِّيةِ لفلسطينَ من شِغافِ قلبَكَ ومِداد حِبرِكَ خُطبًا وقضائدَ جَعلتَ… وما بين بنتَ جُبيلَ ملعبِ عُمرِكَ وفلسطينَ مرسحِ هواكَ بأملِ التَحرُّرِ سهولًا، زرعتَ.
تعرَّفتُ بكَ في أُخريات الرِّحلة، لـمَّا التقيتُكَ لثلاثِ مرّاتٍ خلالَ مُناسباتٍ ثقافيّةٍ ضمَّتنا… تعرّفتُكَ من غيرِ أن أَسبُرَ أَعماقَ البحر الزّاخر أَمامي بدُرِّ الجمالات طُرًّا… غيرَ أَنَّهُ تأكّدَ لي أَنَّ مَن جاب شعابَ فكركِ المطبوع بـمُختلف تلاوينه، أَمكنَهُ استلحاق ما فات، وإِن كان قد مُنيَ بخسارةِ الرّفقة والصُّحبةِ وصداقتِكَ. مدرسةٌ، في المناقبيَة عِلمًا، وفي الوطنيّة عَلمًا أنتَ، حتّى غدوتَ مُستَحِّقًا، رئيسَ الحركة الثَّقافيّة في لبنان، والحاصل على الجنسيّةِ الفلسطينيّة إِكرامًا لصدق محبَّة قلبكَ العاصفةِ فيه رياحُ التَّحرُّر.فأوثقُ الدّليل إِليك َ بلال شرارة، ما أَودَعْتَ بين أَيدينا وشغاف القلوب، من مُحتدِّ فكرِكَ وفائضِ إِحساسِكَ الإِنساني بنثرٍ وشِعرٍ وخَطابةٍ، من أَهراء قلبٍ أَحبَّ، فازتشفَ حُبَّ الإِنسانِ والأَرضِ، من كأسٍ مُترعَةٍ، حتّى الثّمالة!!
في الحياةِ كُنتَ رفيقَ الكلمةِ والـمُهاديَ خطوَ أَهلِها والـمُرافقَ القُدوة لنجاحاتهم …. ركبتَ متنَ شراعِها شاعرًا أَديبًا وخطيبًا، مُمسكًا بدفّةِ سَفرِها إلى القلوبِ، إلى أن أُسلس لكَ قيادُها قبطانًا!!
دغدغتَ وهاديتَ لزمنٍ أَحلامَ الأُمًةِ أَملًا بعودةٍ واسترجاعًا لوطنٍ سليبٍ، كما كُنتَ في حياتِكَ البيتيَّةِ حاضنًا لولدناتِ وأَحلامِ أَحفادِكَ الـمُتراميةِ بين الجِّدِ واللّهوِ.
واسترسلتَ أَيّامَكَ مُرسلًا الكلامَ مَوزونًا مُقفًّى بشعرٍ أَودعتَهُ أَقبيةَ الأيَّام وخوابيها، لنا وللأَجيال التي ستتعاقبُ ناهلةً من مَعينِكَ الثَّر!!
قالوا بكَ الوفيرَ، وأَثنوا على شخصكَ بالكثير من بعضِ ما زرعتَ في قلوب ووجداناتِ عارفيكَ…. أَمَّا أَنا، الواقفُ على شاطئ الرّحيل مودِّعًا مُستذكرًا مع مُحبِّيك ومعارفِكَ، فأَرى أنَّ بعضَ أَربعين زهوِ غيابكَ “ببعضِ عِطرِ الحضورِ الدَّائمِ يُختَصَرُ”؛ يا بادرَ حقول القلوب والعقول برييعاتِ كلمةٍ لا تذوي ولا يضمحلُّ لها عبَقٌ وأَريج!!
بــــلال رِفعَت شرارة،
أَيُّها الغائبُ قسرًا والحاضرُ أَبدًا:
متى كان صاحبُ الكلمة الوضَّاء ليغيب؟!
وهل كان بحاجةٍ بعدُ لسُرجِنا أن تُضيءَ له معارجَ العودة؟
بعدَ أَن أَوقَدَ أَمامَنا سُرجَ أَيَّامِه؛ لتشعَّ بكلماتِه دروبًا ومراقٍ، بِما خلَّفَ من إِرثٍ فكريٍّ إِبداعيٍّ، عَصيٍّ على أَن تلتهمَهُ نيرانُ جهلٍ وإِوارُ دهور ظلام!!
تحيَّةُ الوَداعِ لكَ أَيّها الكبير بلالًا، سلامُ العزاءِ والسُّلوان لكلِّ قلبٍ من قلوبِ أَحبابكَ وذوي القربى؛ من رجلٍ التقاكَ لصدفةٍ من الزَّمن، وسيحفظُ ذكرى مرورِكَ على مسالكِ الثّقافة والإِبداع، ما أَمدَّه اللهُ عُمرًا.
الأَديب سليمان يوسف إِبراهيم
عنَّايا- قضاء جبيل/ لبنان- 23-4-2021

أناشيد اللقاء
(قراءة في قصيدة الشاعر بلال رفعت شرارة، في ذكرى غيابه الحضور)
سأبكي قليلا ً
كما عادتي في الشتاء الاخيرِ
و حين يصافح وجهي المساء
كما عادتي في الحروب
أفتِّشُ عن مخرجٍ للرحيل
كما عادتي حين يدهمني الحبُّ
ابكي ، و ينكفئ الدمعُ في داخلي
ثم ابكي قليلا ً
و قلبي يغني
بلال شرارة
وقلبي يغني…قصيدة تختصر ثنائية البكاء الغناء، رمزي حياة الإنسان.
في قصيدة الشاعر بلال شرارة حزن غارق في أعماق الذات، متجذر في تربة خصبة بالدموع.
سأبكي قليلا..وقلبي يغني.
ما قصة اللقاء بين دموع العين وأفراح القلب؟
أتكون ازدواجية المشاعر في قلب شاعر، أم غناء طائر يرقص مذبوحا من الألم؟
أقرأ وصف الشاعر بكاءه فيعود إلى ذهني بيت أبي العلاء المعري:
ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة
وحق لسكان البسيطة أن يبكوا
تتكرر عملية البكاء ثلاث مرات. ورقم ثلاثة رمز هندسي يغلف مشاعر الشاعر المسكون بقلق وجودي مترامي الأبعاد.
وبكاء الشاعر متصل بالمطر، أو الشتاء. إنه شتاء الكهولة وهو يرى خريف حياته يقترب من محطة الوصول. وحده قطار الوقت/ الموت لا يعرف استكانة أو خمولا.
ثلاث مرات تتوازى وحياة الشاعر، في رحلة الوجود. إنها ثلاثية البكاء والشتاء والمساء. فهل يبكي الشاعر قليلا لأن دموعه جفت؟ وكيف يغني القلب وسط الدموع؟
ثنائية ثانية تعانق بوح الشاعر شرارة، إنها ثنائية الحب البكاء. ويتساءل القارئ: أيكون الحب المثقل بالدموع حبا عذريا من طرف واحد، أم هو حب يتجاوز الجسد إلى شرارات الروح التي تسير بالإنسان نحو اللاقرار؟
وتكتمل مأساة الشاعر في خماسية تختصر حياة الإنسان: الحروب/ الرحيل/الحب البكاء الغناء. إنها خماسية حواس الإنسان، في نضالها الحياتي بحثا عما وراء القشور. ووراء قشرة البكاء/ الغناء ينمو لب المقاومة والوطن.
الحب الذي أطلقه الشاعر شرارة لا علاقة له بالجسد، وليس حبا روحيا. إنه فعل إقرار ذاتي أن الغناء والبكاء وجهان لعملة واحدة، تدعى انشطار الذات.
في القصيدة حقل معجمي للحزن يسيطر على أرجاء الصمت الأسمى والأسنى. عناصره، بل أسبابه الكتمان والرضوخ لتلك القوة الهيولية النائحة في بساط ريح الذكريات.
تبدأ القصيدة بالبكاء وتنتهي بصرخة الغناء وهذي حياة الإنسان في مسارها الطبيعي من الولادة إلى الموت. والموت مفهوم لا يحبذه الشاعر، وإن كان يشتهيه. إنه الموت، عرس الشهادة، في سبيل الوطن.
قد يحزن الشاعر ويبكي قليلا لأنه راحل وقد حل المساء. ولكن قلبه يغني لأن في غيابه حضورا لا حدود له، في وجدان أرضه المباركة.
بلال شرارة، أيها الشاعر النبي الأبي، أراك تنبأت قبل موتك بعرسك السماوي الآتي على جواد النور الأسمى. بكيت لأنك راحل عن أرض الجنوب المقاوم. ولكن بكاءك أزهر حبا وخلودا لأنك، حيث أنت، في قلب الله. وقد تحول بكاؤك إلى تعزية لأن الأرض تحييها الدماء. كنت عالما علم اليقين أن بذار محبتك ستزهر بطولة في أرض الجنوب المعطاء.
أيها الفارس الغارس الحب المؤجل، آن لك أن تترجل. آن لغصن الزيتون الجنوبي أن يعانق أنوار المستحيل قبل الرحيل. أراك “تبكي وتضحك لا حزنا ولا فرحا” وينكفئ الدمع المعتق بالشذى النحيل.
أيها البلال المؤذن، ثلاثية الشتاء/ الحروب/ الحب تنادم ليلك الجنوبي، تضيء القلوب مشاعل ثقافة لا تطفئها الأعاصير. قاس شتاؤنا هذه السنة، ومثله الربيع. من يدرأ بعدك عنا الحروب، باسم الحب، ولا يبيع؟
وفي ليل الغياب الحضور، نداء بيلسانة النجوى، قصيدة من الأرق، تروي قصة شاعر، يفيض بالمشاعر، وضوع ضوء كحيل.
بلال رفعت شرارة، يدهمنا في رحيلك الشتائي الحب، فيغني القلب أناشيد اللقاء.
د. جوزاف ياغي الجميل

في ذكرى أربعين يوما على رحيلك تحية لروحك
خيي ورفيقي بلال
اربعين يـوم مـرقوا على رحيلك، ولـو مـرق الـعمر كله رح تبقى بـالـقلب والـبـال مـا تـخيلت حـالـي بـيوم عم إجمع شو الكتب عنك، وأنـت الـلـي تـعودت تـعزم الحـروف لـعندك وتعمل منها قصايـد مـشكلة: شي أرض، شي سماء شي وطـن، شي حب، شـي تـراب، وتجـمع حكايـتـنـا بـقلب كـتاب تعودت تنده ع قطر الندى تيضـل وراق الـفصول، وتنطر الـدوري تينقر ع شباكك عند الفجـر وتشـريـوا سـوا قهوة ع طـعـم الـخب مين تركت يحرس محلك بيادر الشمس ع تـلال فلسطين وبـنـت جـبيل، ويـديـر بـالـه ع الـزعـرورة بـأرض الـدار؟! مين رح يـكتب حـكـايـات المجـد، ومين رح يـحـاكـي الـضيع يمواسم الحـروب ويـمسح دمـوعـا بـكلماتـه الـلـي بتشـبه دقـات الـقلب؟! صـار الـفراغ قصة الإيـام، وصـار الـخوف من بكرا عم ياكل قلوب الناس ويسرق احـلام الأطـفال قـبل مـا يـذوقـوا طـعم الحـلم .. جـايـي تـيـاكـلنـا الـجوع وجـايـي الجـراد تياكل الباقي عن الجوع… وشـو بـعد؟!!
يمكن كـان قـلبك حاسس انـو ساعة الرمـل مـا عـادت تـعرف تحسب، وان دفـات الـوجـع القـوى. يمكن زهقت من النظرة عـبواب الوفا، ومـا عـاد بـدك تتجاهل الكذبـة الكبيرة اللي اسما “يمكن” و”يا ريت”
بآخر مشوار إلـي عـلبنان كنت اطـلـع مـعك وعيونـي عـليك، كنت كأنك أخـذ قرار مـا تـحكي … ولـمين وشـو بـدك تـقول؟ .. ما الحكي مـا عـاد الـه مـعنى وانـت لخلصت مـن زمـان كـل الـلـي مـمكن يـتقال.. كانت عيونك عم تكشف كل الاسرار، لكن الـلـي حـوالـيك مـا كـاتـوا عم ينتبهوا للغة العيون… كنت تـعرف وتـبتسم، ومـرات
تكرج دمـعتك لما تلاقي رسالتك وصـلت لحـدا. بعنا عم نسهر سواء وبـعدو خيال الأمـل نـاطر شي فجـر مـلؤن بالفرح نيرسم بسمه ع شفاف كل اللي بيعرفوا قيمة الوطن. ما بعرف شو رح تـقلي بنت جبيل لما شـوفـا بـيوم من الايـام، ومـا بـعرف اذا رح اقدر فيق قبل الضو وإشـرب القهوة عـالـبرنـدة لحالـي وانـا مـتعودة تكون سـابـقني وقاعد قبالي .. لما ما لاقيك رح اقنع حـالـي الـك ضحكت عـالـشمس وسكرت الـبـردايـة وعامل حالك نايم، ورح ظل فيق كل فجر والـطر .. لأنك انـت الـلي الـلي عـلمتنا الإيـمـان بـان الارض بتبقى حـتى لـو فـلينا وان
عمر كل واحـد منا هو “نوبة حراسة” لـحتى يخلص وقته ويسلم الأمـانـة لـغيره إنـت بـقلبـي عهـد ووعـد، بـأن الحـرف مـثل الأرض أمـاتـة ولازم ينقل من جيل لجيل، ورح نبقى عالعهد
الحكي الـلـي بـينـاتـنا مـا رح يخلص .. قدامنا ليالي من وجع الناس وحـزن الناس وفـرح الـناس، وايـام مـن الـزرع والـحصاد، ومستقبل ولادنـا الـلي لازم تعلمن ان الأرض هي الحضن والأمـل، وانـهن مـهـمـا بـعدوا لازم يكون الـوطـن ساكن بقلويـن
واحـلامـن.
رح إشـرك السطر بلا نقطة لأن الخبريـات أطـول مـن ألـف حـكايـة وحـكـايـة، ومـن الـف كـلمـة وكـلمة، ومـن الـف دمـعة ودمـعة، ومن دقـات الـقلوب وأطـول مـن الـوقـت بـين الشـروق والـغروب
الـطرنـي دايما .. لتكتل القصة
بحبك كثير!!!
الشاعرة رندة رفعت شرارة
