أدب وفن
“غُربَه” قصيدة الشاعر ماهر العبدالله

“غُرْبَه “
كتمتُ الصوتَ كيْ أسمعْ خُطاهُ
ذَوى عمري وما صبري حماهُ
أساكنُ وِحدَتي أصغي لِنَبْضي
ويخفُقُ بالضلوعِ صدىً هواه
أرَتِّلُ لِلبحارِ صلاةَ فجري
لِعَلَّ الموجَ يرفَعُني … أراهُ
وبالشُطآنِ أختزِلُ ارتِحالي
وأخشعُ أينما رستِ الجِباهُ
أُناجي ليلَهُ قمراً وهَمْسي
يُعيدُ الليلُ في الفجرِ صَداهُ
أرى في مغرِبِ العُمرِ شروقاً
إذا في البالِ لامَسَني هواهُ
أشمُّ أديمَ أرضٍ داسَ فيها
أخالُ ترابَها يحمِلْ شذاهُ
وجمرُ العينِ سيلٌ فوقَ خَدِّي
متى ما فاضَ تلْثُمُه الشِّفاهُ
حنينُ الهجرِ بحرٌ تِهْتُ فيهِ
بِهِ عَطَشي لِمَنْ يوماً رواهُ
يُلاطِمُ موجُهُ والصخرُ صدري
وأحصي الرملَ كم حضنٍ سلاهُ
وأَسرجُ غيمةً عبرتْ بصيفٍ
لتُمطرَني بِحَقلٍ جفَّ فاهُ
وأنبُتُ زهرةً في ضُلعِ صَخْرٍ
وأحيا .. حينَ تَقْطُفُني يداهُ