فن… وفنانون
تقدم فيها الاعلامية و الأديبة د. هدى المهندي الريس لمحات من ذكرياتها مع اهل الفن الذين استضافتهم من خلال برامجها التلفزيونية والاذاعية في الاعلام الكويتي
وايضا لتسلط الضوء على اسماء عديدة في اكثر من مجال فني اثروا حياتنا في مجال السينما والمسرح والتمثيل والغناءفي الرسم والنحت
وسائر الفنون التي قدمت لنا وما تزال ارثا فنيا( راقيا)
كتبت الدكتورة هدى المهتدي الريس:
سأبدا مشواري معكم مع نجمة قابلتها واحببتها جدا واحترمتها جدا
أنا… وفاتن حمامة
فاتن حمامة النجمة العالمية هكذا اطلق عليها انا لانها احترمت فنها من خلال احترامها لنفسها ولاسرتها ولاصدقائها في الوسط الاجتماعي والعائلي والفني…
من ذكرياتي معها..
جاءت الى الكويت بدعوة من وزارة الاعلام الكويتية وكانت محل ترحاب وتقدير واحترام من كل الفناني الكويتين والعرب والصحافة الكويتية ومن الجمهور الغفير الذي كان يتتبع خطوات توجدها فيي كل الاماكن التي كانت تدعى لها لتكريمها على نطاق الدولة والاعلام وايضا الجمهور ..
وقمنا بالاعداد لمؤتمر صحفي لها انا وطاقم برنامجي عالم السينما حضره نخبة من الزميلات والزملاء الصحفيين وقتها كانت مطلقة من عمر الشريف بعد ان هجرها وخطفته هوليود واضواء السينما العالمية ليقف امام جميلات السينما انجريد برجمان وجولي كريستي وباربارا سترايسند وغيرهن وذاع صيته وكتبت عنه الصحافة العالمية والعربية لكن فاتن لم تشعر بالغيرة ولم تحمل له اي ضغينة
قبل بدء التسجيل لسهرة معها وللقاء لبرنامجي عالم السينما طلبت مني ان لا يوجه لها اي سؤال عن حياتها الخاصة مع عمر الشريف وسبب طلاقها وانفصالها عنه
احترمت طلبها وطلبت من الموجودين في قاعة المؤتمر الصحفي احترام طلبها هذا
احدى الزميلات ارادت ان تحرز سبقا صحفيا ووجهت سؤالاً
هل شعرت فاتن حمامة بالغيرة من شهرة ووصول عمر الشريف الى العالمية وهل هذا هو سبب الطلاق بينكما؟؟
نظرت الى سيدة الشاشة وكانها تلومني
واحرجت وأومأ ت لها انا ايضا بالنفي
وبكل كبرياء وثقة ردت على الصحفية
عمر الشريف والد ابني وانا احترمه جدا وافتخر بما وصل اليه من شهرة ومجد لانه يستحق ذلك عن جدارة بما يتمتع به من مواصفات النجم العالمي وهو لا يقل مكانة عن اي نجم عالمي آخر من نجوم هوليود
هو مثقف وموهوب وذو شخصية جذابة ..
نعم نحن انفصلنا لكن ما زلنا اصدقاء والاحترام بيننا هو هو ولم يخب ويقل عما كان بيننا قبل الانفصال والطلاق
وانا اتمنى له النجاح والتألق اكثر واكثر لانه يستحقه…
انها سيدة الشاشة
وهذه هي اخلاقها اخلاق الفنان الملتزم الذي يحترم نفسه ويحترم فنه ويحافظ على مكانته الاخلاقية والفنية في وسط يتعرض للكثير من المنافسة والغيرة غيرة المهنة الواحدة …
في تونس واثناء انعقاد مهرجان قرطاج السينمائي الدولي كنت انا مدعوة مع طاقم برنامجي عالم السينما لتغطية فعاليات المهرجان وحضور الندوات والافلام المشاركة ومن ضمن الافلام كان فيلم يجمع فاتن مع عبلة كامل وسيمون
اثناء عرض الفيلم يوم حلو ويوم مر كانت القاعة تضج بالتصفيق عند كل مشهد كانت تظهر فيه عبلة الممثلة الشابة المبتدئة والتي جسدت دورها في الفيلم باقتدار كبير وعفوية منقطعة النظير
واثناء انعقاد الندوة لمناقشة الفيلم من جميع جوانبه الفنية من اداء الممثلين ومن قصة وسيناريو وحوار وتصوير واضاءة وايضا من الناحية الانتاجية اجمعت كل آراء النقاد وقتها ان عبلة كامل هي من خطفت الاضواء…
سيدة الشاشة فاتن والتي كانت حاضرة امام الجمهور التونسي المشهود له بالثقافة اثنت واشادت بالممثلة المبتدئة الجديدة التي خطفت منها الاضواء وتمنت لها مستقبلا ناجحا في عالم التمثيل وقد تحقق لها ذلك …
سيدة الشاشة التي مثلت كل الادوار السينمائية والتي جسدت فيها كل ادوار المرأة
دور الفلاحة في فيلم الارض دور الزوجة العاشقة في سيدة القصر دور البنت الغلبانه المريضة في ايامنا الحلوة دور الشريرة في فيلم لا انام وغير ذلك من الادوار التي اغنت فيها ارشيف السينما العربية…
من قاموس السينما ان الاغراق في المحلية هو الطريق للوصول الى العالمية
وهكذا كانت ادوار فاتن
الا تستحق ان اطلق عليها لقب الفنانة العالمية سيدة الشاشة فاتن حمامة؟؟!!
هي وصلت للعالمية دون ان تذهب لهوليود …
عمر الشريف ..
رغم انه دار العالم ، وقابل ملكات جمال السينما في هوليود
وايطالية وفرنسا..
ولكن عندمآ سألوة بعد عودته الى القاهرة وهجره لأضواء هوليود،، ماذا تتمنى؟
قال أتمنى لو انني لم انفصل عن فاتن حمامة .. ونادم لأني
طلقتها. ولم احب في حياتي غيرها حين طلقتها كنت اظن أنني سأنساها عندما تحيط بي جميلات العالم :
لكنني لم استطع لم يملأ احد مكانها ..تربعت هي في
قلبي ومنعت غيرها من دخوله
عمر الشريف لم يصمد طويلا بعد وفاة فاتن حمامة
تدهورت صحته كثيرا واصابه الهزال وامتنع عن الطعام لشهور
بعد وفاة حبه الوحيد ..
ورغم انهما كانا مطلقين منذ سنوات عديدة ..
قال بنبرة حزن مؤلمة
( وفاة فاتن قضت علي واعتبر نفسي الآن في المحطة
الاخيرة من حياتي )
قبل وفاتة بشهرين اصابة الزهايمر .
ولم يتذكر اي شيء لا مشوار حياته ولا اصدقاءه ولا افلامة ولا علاقاته الغرامية العديدة ولا حتى انه كان في يوم من الايام ممثلًا عالميا
لا شيء اطلاقآ غير فاتن حمامة ..
كانت الشيء الوحيد الذي يتذكرة ..
لم يستطيع الزهايمر ان يهزم حبه لفاتن
أكل الزهايمر من عقلة خلايا كل شيء وابقي
حبة لفاتن … في المستشفي كان يردد …فاتن فين… فاتن فين…
حب صادق في زمن كاذب حب اصبح عملة نادرة ،،
سيدة الفن الملتزم الراقي الجميل فاتن حمامة …
يرحمها الله
الاعلامية
د.هدى المهتدي الريس
