أدب وفن

المعركة اليوم *متى تنتهي النكبة؟*

المعركة اليوم

*متى تنتهي النكبة؟*

أجمل ما في الحرب هو نهايتها، والحرب مع الإحتلال لا يمكن أن تنتهي إلا بمحو آثار النكبة، أما معركة اليوم فسوف تنتهي برسم معادلةً جديدة تعود بالصراع إلى بداياته الأولى وفق استراتجيةٍ للتحرير يضعها جيل الشباب الفلسطيني، وفي معركة اليوم وبجدارة صبرها وصمودها تقاوم غزة كرات النار المندلقة من الطائرات والضفة تشعل غضبها كي لا تدخل البلاد في عتمة النسيان، وفلسطينيو الداخل بجدارة التمسك بالهوية والإنتماء يقلقون راحة الكيان الذي ولد من مخاض جريمة موصوفة حين أعلن ديفيد بن غوريون في 14 أيار 1948 قيام دولة (إسرائيل) على جزء من الأراضي الفلسطينية بالتزامن حينها مع إنسحاب قوات جيش الإنتداب البريطاني عن أرض فلسطين مكملاً بذلك مسيرة سلفه تيودور هرتزل الرأس المفكر للمشروع الصهيوني المستند إلى الخرافة وتزييف الوقائع والتاريخ ومنذ إرتكاب تلك الجريمة التي أطلق عليها مصطلح النكبة ما زال الجرح الفلسطيني مفتوحاً ومستمراً بالنزف في مسيرة الصراع مع الاحتلال وما زال الشعب الفلسطيني في هذه المسيرة النضالية يكتب سيرة المكان وحكاية الأرض والإنسان وما فيها من مآسي وبطولات بعزة وكبرياء وهو منذ بداية اللجوء ومحاولة تحويله من شعب إلى مجموعة لاجئين مساكين موزعين في خيم البؤس والحرمان يدرك أنه في حربٍ طويلة الأمد لن تنتهي إلا بإنهاء الإحتلال.

واليوم تأتي ذكرى النكبة والشعب الفلسطيني يخوض معركة الثبات والبقاء على أرضه من اللد والرملة إلى يافا وحيفا وأم الفحم والناصرة ورام الله والخليل والقدس وغزة، وإضافةً لتمسك أبناء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون وسط ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة جعلت القضية تبدأ من رغيف الخبز وصولاً إلى الوطن حيث يسطر فيه الشباب الفلسطيني أروع ملاحم الصمود والبطولة مستخدماً كافة الأسلحة وأبرزها حجارة الدار وأغصان الأشجار والإبتسامات والصلوات رافعاً الرأس عالياً بما يليق بالقدس وفلسطين رغم طعنات التطبيع وسهام الغدر في ظهر القضية ومنذ وعد بلفور المشؤوم يستمر الشعب الفلسطيني بالمقاومة لمحو آثار النكبة ومحاولات إقتلاعه من أرضه وهويته وتاريخه وثقافته التي تصون القضية والحقوق من مشاريع التهجير والشرذمة والتقسيم التي تهدف في جوهرها منح الكيان الصهيوني شرعية مصطنعة إضافة إلى تصفية قضية اللاجئين وتهيئة الظروف لتهجير ما تبقى من الشعب الفلسطيني من أرضه وهذا لن يتكرر بعد الآن في ظل التحول الكبير في القدرات والوعي بمواجهة المشروع الصهيوني الذي بدء العد التنازلي لنهايته مع إمتلاك الفلسطينيين القناعة الكاملة والإيمان المطلق بحتمية الإنتصار على المشروع الصهيوني إستناداً إلى قراءة الواقع بدقة والتمسك بجمر الحقوق بعزم وثبات وحمل راية المقاومة من كل أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده لتبقى أولوية الصراع مع الإحتلال والإشتباك المباشر معه هي بشارة الخلاص القادرة على دحض الرواية الصهيونية الزائفة، كما يؤكد الشعب الفلسطيني في معركة اليوم المليئة بالدمار ورائحة النار والبارود ورغم سنوات القهر والعذاب إنه لم يتخلى يوماً عن حمل السلاح وحمل راية الأمل مجدداً في ذكرى النكبة الـ 73 وبعد كل المجازر والتهجير وعذابات الأسر وفقدان الأحبة وقساوة المنفى لن ينسى ما حل به وسيبقى حاملاً راية الأمل لمحو آثار النكبة مردداً ما قاله الشاعر محمود درويش.

يا أمنا انتظري أمام الباب

إنا عائدون

هذا زمان لا كما يتخيلون

حمزة البشتاوي

كاتب وإعلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى