الخرافة
ما كانَ غير خرافةٍ تدعى وطنْ
جبلوهُ من وهمٍ وعارٍ
ثم لا كتهُ الفتنْ
حاولتُ أجعله اليقينَ الحرّ
والكلماتِ
لكن كان لنْ
وأردتُ أعطيهِ المآقيَ والعيونَ
فصاح من يعطي لمَنْ
أنا أوّلُ العشاقِ
أحترفُ الترابَ المرَ
في إرثِ المحنْ
أنا آخرُ العشاقِ
والقتلى
على مرّ الزمنْ
ما كنتَ بيتاً للفقير
ولم تكنْ
دفء الفننْ
من أول التاريخِ
كنتَ لكلّ واشٍ
مرتهنْ
اليومَ فيكَ جهنمُ الأعتى
ونبحث عن عدنْ
واليوم فيكَ مصيرنا الأشقى
وتعطينا المِننْ
وطنٌ وطنْ
لأظنُّ قبراً واسعَ الشكوى
على شعبي أحَنْ .
رقعة وطن
في رقعة الشطرنجِ
أنتَ البيدقُ
والشاهُ في هتكِ الفضيلة يغرقُ
لا بأس تنزفُ لو يشاءُ
مواجعاً
وتخوضُ حربَ الآخرينَ وتُحرقُ
هو سيدُ السّاحات
أنت مواطنٌ
هو مُنزَلٌ كالوحيِ
والمتألقُ
فاصبرْ على غدر الزمانِ
ولا تقلْ
هذي حياةٌ ما ارتضاها المنطقُ
أنتَ ارتضيتَ الذلَّ
تمشي زاحفاً
والسيدُ السلطانُ حكمٌ مطلقُ
أنتَ امتثلتَ لما يقرّرُ حاكمٌ
ومضيتَ جندياً
ورأيكَ موثقُ
من حولك الغلمانُ
أنت كمثلهم
عبدٌ وتنطرُ مَن أذلّكَ يعتقُ
هي رقعة الشطرنجُ
طبعُ حجارها
شاهٌ فريدٌ
فاسدٌ لا يرفقُ
ما همَّ يدفعُ للفناء مواطناً
أو قلعتينِ
وبالعلا يتخندقُ
لو مرةً تأبى الأوامرَ فاعلاً
وتكونُ حرّاً
والوجودَ تُصدّقُ
وتصيحُ “كشْ” يا شاهُ
أنتَ قتلتنا
والأرضُ ليستْ تُستباحُ وتُسرقُ
سترى الملوكَ السارقينَ
بيادقاً
وترى بأنكَ فوق أرضكَ تُشرقُ
حكومة ظل
الكلُّ يريدُ ســقوطَ الكلْ
كي يرحلَ عنا
هذا الذلْ
ونريدُ رجالاً
تحكمنا
لا مسخاً مسكوناً بالغلْ
ونريد حكومةَ مختصينْ
لا بضعَ قرودٍ
شغلِ الصينْ
لا تتبعُ أزلام السلطانِ
وأهل الظلمِ
وأهل الدينْ
حكومةَ عزّ
تنشلنا
من هذا الوحلْ
وتعيد القمحةَ
للطحانِ
تعيدُ الحقلَ لشوقِ الفلْ
تسترجعُ ما سرقَ
الفجّارْ
ما سلبَ البائعُ
والسمسارْ
وتزيلُ عن الكفّ المسمارْ
وتريد الحلْ
لكنّا من بدء التكوينْ
من بدءِ
حكاياتِ التخوينْ
تأتينا حكوماتٌ
من طينْ
ووراء الباب حكومة ظلْ
وزراءٌ من دون حقيبهْ
تجمعهم في السر
زريبهْ
والوطن المسروقُ ضريبهْ
بجيوبِ النذلْ
والكلُّ يريدُ
سقوط الكلْ
في وطنٍ للفوضى محتلْ
هل ننهضُ يوماً للتصحيحِ
وهل نصحو
هل هل هل هلْ؟..
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه
