مقالات واقوال مترجمة

ما وراء الأذى
** شارون أولدز
** ترجمة: غادة مشرف

ما وراء الأذى
** شارون أولدز
** ترجمة: غادة مشرف


فجأة، بعد وفاة والدي بأسبوع،
اكتشفتُ أن حبي آمن بداخله، ولا يمكن لشيء المساس به.
وسأعرفك كيف توصلت لذلك؛
خلال الأشهر الماضية التي سبقت وفاته،
كان وجهه يضيء أحيانًا عندما أدخل غرفته.
كما أن زوجته أخبرتني، أنه ابتسمَ ، ذات مرة،
عندما قالت اسمي بجواره وهو نصف نائم.
وفي طفولتي،
أتذكر جيدًا أنه احترم شجاعتي عندما ربطوني بالكرسي.
ففي ذلك الوقت كانوا يقيدون شخصًا يحترمه.
وعندما لم يتكلم لأسابيع،
كنت واحدة من هؤلاء الذين لم يتحدث معهم،
أي أن لي مكانة في حياته.
كما أنه في الأسبوع الأخير قبل وفاته،
أخطأ عندما دخلت غرفته وسألته: «كيف حالك؟»، فقال: «أنا أيضًا أحبك».
منذ ذلك الحين،
كانت لدي تلك الكلمة لأتشبث بها.
وحتى اللحظة الأخيرة،
كان بإمكاني ارتكاب بعض الأخطاء، والإساءة إليه،
وأعلم جيدًا أنه كان سيعيد علي كلماته القديمة المشمئزة فيشوه حياتي.
لكني لم أفكر كثيرًا في ذلك، بل انغمرت في العناية به،
بمسح وجهه، والإمساك بكوبه، ولمس كتفه.
لذلك، بعد فترة من وفاته،
فجأة فكرت، بدهشة،
أنه الآن سيحبني للأبد،
وضحكت، فقد ماتَ ، ماتَ

أبٌ سكير، ومشاجرات مستمرة بينه وبين والدتها، وكرهها الشديد له، وشعورها الدائم بالدونية، وانفصال والديها، ثم طرد والدها خارج حياتها؛ هذه نبذة مقتضبة عن طفولة الشاعرة الأمريكية شارون أولدز (1942). ومن خلال تلك الطفولة القاسية أطلت أولدز على العالم، فأصبحت تكتب عن طفولتها ووالديها وزواجها وأولادها وتجاربها الجنسية.
ففي كتابها الأول «الشيطان يقول» ركزت أولدز على حياتها الجنسية وحياة عائلتها. وفي كتابها «وثبة الظبي» حكت عن طلاقها بعد زواج استمر لثلاثين عامًا. وفي كتاب «الأب»، الذي ننشر منه هذه القصائد، تناولت رؤيتها كابنة لمرض والدها ووفاته عن طريق سرد متصل للأحداث بداية من مرضه إلى التغيرات التي طرأت على علاقتهما ثم السنوات التي تلت وفاته.
الترجمة خاصة بـBoring Books.
تحتفظ المترجمة بحقها في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمتها دون إذن منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى