قصائد في عيد السيدة فيروز بأقلام كوكبة من الشعراء
تلبّسني العشق
أنا المار على صوت الأيام
لا حيلة لي سوى اغتراف عاجل من خوابي الصبح
ونسج صحيفة مسائية من رحيق امرأة
تبخّ الدلال مصائدً ورهان
صحيفة أطالع فيها أسماء المقتولين برمش الهوى
وأسماء العابرين إلى الضياع بندبة على الشفاه
من كثرة النداء و العض السمين عليها
صحيفة أقرأها و القمر بكل غزل و ابتسام
لا حلية لي سوى مشوار
في كان يا ما كان
بداية تشرب من كف النهاية تفاصيلها
استعراض خفيف لجنود المساءات المغادرة
لسفر في صوت فيروز
و وجوه تطفوا على عبق البن بكل جسارة
لرقص الجاردينيا
و نبوءات بلا نبوءة
تلبّسني العشق
أنا الرهان الأخير عليّ
أشعل سجائري في وجه الليل
أتغرغر بعطر امرأة معقودة نواصيها بترف القصيدة
تغتسل ثمارها بالبلاغة
جدائلها مشنقة ثملا
وثغرها أحجية نرجس و دراق
ينفضني الليل
انفضه
يقاسمني الغسق قهوتي
وفيروز تمسح جسد الوقت
( شو بيبقى من الليل من الحب من الحكي من الضحك من البكي)
ألله بْيكتُب شعر ؟
أي بيجوز
حابب بِسابع يوم يتْسلّى
باعِت صبيّه إسمها فيروز
قالو : عمِ تْغنّي شِعر … ألله
من انتِ يا سيدة كي تأسريني !؟
ومن شرع لكِ أن تستعبديني !؟
غدوتِ فوق خيوط النور
لا تشرق الشمس إن لم تطربيني
فيروز يا ملاك الهمس
أحبكِ من دون ان تحبيني
فَيروزُ غَنِّي… غدا لبنانُنا حَطَبًا
في مَوقِدٍ حَولَهُ تاجٌ وَخِصيانُ
فالأرزُ يَبكي… وعَينُ البحرِ دمعتُها
مِلحٌ بِلا الماءِ… والشّطآنُ أكفانُ
إن تَفتَحي الصَّوتَ… أهلُ الأرزِ شَوقُهُمُ
أن يَدخلوا… فَلَهُم في الصّوتِ لبنانُ
عمْ تسألا عنْ صوتها
لا تسألا
عرشِ الطّربْ
تاجو إلا
فيروزنا صوتا صلا
وجِّ الصّبحْ
منرتّلا
ما أجملا
يا هيكْ بيكونِ الغِنا
يَمّا بلا …
أنتِ للمجدِ عُلاه
احترتُ
كيفَ أكتبُ بكِ قصيدةً
وأنتِ لنا
كلُّ القصيدِ
يا فيروزُ يا فخرَنا
يا منْ بشموخِكِ
لامسْنا
النُّجومَ في السماءِ
فأنتِ سفيرتُنا
إلى النُّجومِ اللّامعاتِ
لا تسألوني
ما سرُّ ملامستي للنُّجومِ
وأنا أصيخُ السَّمعَ
لشدوِ فيروزَ
آتيًا عبرَ الأثيرِ
ملائكيّ القسماتِ
لا تسألوني
كمْ من صباحٍ ولّى
خائبًا
لأنَّكِ فيروزُ
لم تقبِّلي وجنتيْهِ
لم تُطربي الرّوابي
بصوتِكِ
ثم عادَ ببريقِ سَنا
شمسِ الصّفاء
رغمَ أصواتِ المدافعِ
رغم أزيزِ الرَّصاصِ الغادرِ
لأنَّه سمعَ أصداءَ الأملِ
في أغانيكِ النّابضاتِ
بالحبِّ بالحرِّيةِ
بالجمالِ
كمْ منْ عيونٍ
في مروجِ الياسمينِ
لم ترَ إلّا اليبابَ
لأنّها
لم تُفْتتنْ يومًا
بشموخِ وقفتِكِ الأبيَّةِ
بجموحِ نبرتِكِ الشَّجية
فيروزُ غنّي للقدسِ
غنّي لعلَّ الأحجارَ تبكي
لعلَّ الضمائرَ تهتزُّ وتصحو
كوني لنا معجزةَ العصرِ
في زمنِ القحطِ
كوني لنا النجاةَ
فيروزُ غنّي فقدْ
سكنَ اللَّيلُ وخبا
اختبأتْ بينَ ثناياهُ
الصَّرخاتُ
تلوذُ هاربةً
من سوادِ النُّفوسِ الحاقدةِ
ابتعدتْ
تمحو القهرَ والضَّياعَ
بتراتيلِكِ الراعشاتِ
فيروزُ غنّي لنا
“جفنُهُ علَّمَ الغزل”
لعلَّنا بالأخطلِ
نعيدُ للحضارةِ عزَّها
ها هي النُّجومُ تأفلُ
في سماءِ الخديعةِ
إلا أفلاكُ سماكِ
تبقى وامضةً بالسِّحرِ
تقتلُ الظّلمةَ
يا فيروزُ
يا جوهرةَ الشَّرقِ
رسالتُكِ
ضمَّتْ بينَ طيّاتِها
المعاني السّامية
فيروزُ
أجوريَّةٌ أنتِ
أحيتِ الحبَّ
معَ الصافي
في سهرةٍ
أمْ أنتِ الحبُّ
وكلُّ السَّهراتِ أحياها لكِ الشعراءُ
فيروزُ أملاكٌ أنتِ
غنَّيتِ للأمِّ
فكنتِ أنتِ الملاكَ
فيروزُ أصوفيَّةٌ أنتِ
غنيتِ لمكّةَ
تلهجينَ بذكرِ اللهِ
في خشوعٍ
وصلاةٍ
“غنيتُ مكَّةَ أهلَها الصّيدا
والعيدُ يملأُ أضلعي عيدا”
للمجدِ أربابُه
فكنتِ للمجدِ عُلاه