حنانيكِ إلى أينَ الرَّحيلُ؟بقلم الشاعرة سامية خليفة
حنانيكِ إلى أينَ الرَّحيلُ؟
وصفَ الشّاعرُ فتنتَكِ فما كذبَ
ما أنكر َوهجُ سحرِك وما بالغَ في الثّناء ِ
فالمدحُ فيكِ صادقٌ ونهرُه عذبٌ
والذم فيك مثقوبُ الإناءِ أرعنُ
شاعرٌ لكِ وحدَك ِخفقَ قلبُه
ومن قرطاسه المداد لك الولاء أعلن
أنا الشاعرُ المتيَّمُ اعتليتُ الذّرى في وصفِكِ
كنتِ لي الدواءَ وأنا العليلُ
رحماكِ ما الذي دهاكِ
فعنّي رحلتِ
أتمعنين الطّعنَ في فراقٍ
وتزكين نار البعدِ في تجافٍ
أتوهنين جسمي فحنانيك مهلا
زادني بعدكِ لوعةً فابتليت سقما إثر سقمٍ
بعدك شوه معالم الأشياء حتى أني
ما استطعتُ أن اقتفيَ لك أثرا
فأشعلت بوصلة القلب تهديني إليك
أنا قيسُ ابن القرن الحادي والعشرين
مجنون بك يا ليلاي التائهة عني
عهدتُ الحبَّ قصائدَ وغراما وقُبلا
فإذ به أغلال طُ أسر تمزق أوتاري
أوتار قلبي التي قطَّعها النوى
وأوتارُ أرغني المسجى على أرض الأحزان
وقد جافته ألحاني
أقلّبُ بين صفحاتِ الروح عن معنى انحيازٍ
يخفّفُ عني وطأةَ الحياد
هل أبقى مكتوفَ اليدين ومهجةُ القلب عني
تسرحُ في البراري كالغزلان
وأنا العاشقُ أداري جراحي بالصّبرِ حتى عافني الصّبرُ وشق جسده عن جسدي فزادت في رحيله أشجاني
يا جنتي على الأرض أنا أعيشُ في قِفارٍ
موحشٍ فادني منّي وعانقي آخر َ أنفاسي
لعلك تحيينها من جديد أو لعلي
في رمقي الأخير
أحيا كلَّ عمريَ الماضي في نعيم
وإنْ في ثوانٍ
عمري الضائع وأنت عني فيه كنت البعيدة