بيت الشعر / المفرق يقيم الملتقى النقدي الأول في المركز الثقافي الملكي .
محمد الاصغر محاسنه / الاردن
رعى الدكتور صبري اربيحات وزير الثقافه الأسبق مساء امس الاحد في المركز الثقافي الملكي فعاليات الملتقى النقدي الأول، الذي ينظّمه بيت الشعر بالمفرق بالتعاون مع المركز ، والذي يستمر لمدة يومين وادار مفرداته الشاعر القدير خالدالشرمان. راعي الحفل الدكتور صبري اربيحات تحدث في بداية اللقاء عن شكره وتقديره للقائمين على النشاط ، وعن الدور الذي تقوم به حكومة الشارقة في رفعة الشأن الثقافي بتاسيس بيوت للشعر في أطراف الوطن العربي. وأضاف اربيحات بانه لابد أن نتذوق الشعر، فعندما انتهت حضارة اليونان عدنا لدراسة الايلاذه لدراسة القيم والمعاني التي رسمت في فهذه الملحمة ، ولاشك ان الشعر يعبر عن حالة وجدانية وأفكار من الممكن ان تتقدم بها الأمة. مدير بيت الشعر في المفرق فيصل السرحان قال من جانبه في كلمة له ” يأتي هذا النشاط الثقافي يأتي ضمن باكورة أعمال ونشاطات بيت الشعر في المفرق بالتعاون مع المركز الثقافي الملكي، والذي عمل منذ تأسيسه بدعم من الشيخ سلطان القاسمي امير الشارقة، على احداث ثمرات نوعية عبر تنشيط الحراك الثقافي في جميع محافظات المملكة. وأضاف السرحان ” ونحن نحتفل اليوم بيوم اللغة العربية، فإن مشروع الشارقه الثقافي قد يكون من خير الروافد المستدامه لهذه اللغة التي اصطفاها رب العزة .
وتحدّث في الجلسة الأولى للملتقى كلّ من أستاذ النقد الحديث الدكتور إبراهيم خليل، وأستاذ النقد الأدبي المعاصر الدكتور بسام قطوس، وأستاذ الدراسات اللغوية الدكتور محمود الديكي، وأدار الجلسة مدير المركز الثقافي الملكي الدكتور سالم الدهام. في ورقته “أسلوبية بناء الصورة الفنية في الشعر الأردني المعاصر”، استعاد الدكتور إبراهيم خليل نموذج الشاعر الأردني تيسير سبول الذي رحل عن 34 عاماً، وحظي باهتمام نقدي كبير كونه أحد روّاد الشعر الحديث، حيث برزت في قصيدته العديد من الظواهر الأسلوبية نتاج استخدامه غير العادي للكلمات، التي تأرجحت بين مستويات دلالية متعدّدة، موضحاً أن طريق الشعر إلى قلب القارئ ووجدانه طريق ملتوية تستهدف الإحساس وليس المعنى، وبذلك يكون الشعر مثل الغناء والموسيقى والفن.
من جهته، قال الدكتور بسام قطوس في ورقته “أسلوبية بناء الجملة في الشعر الأردني”، إنه ليس ثمة خصوصية أسلوبية للشعر الأردني تميّزه عن الشعرية العربية، وإن تفرّد بعض الشعراء أصحاب المشاريع الشعرية بأسلوبهم، لكنهم ينهلون من لغة البلاغة المتداولة أو ينزاحون إلى جانب البلاغة الحديثة والاستعارة الموسّعة بما توجبه من ابتكارات تميز الشعر والنثر، كما كتب الشاعر الأردني حيدر محمود في توثيق علاقته بمدينته عمان، قصائد تنتمي إلى بنية لا تعقيد فيها ورموزها من النوع التي غدت علامات تأويلية تؤشر على الشعر مثل المواويل والزعتر الجبلي، وجعلها من ممتلكاته الشعرية تعويضاً عمّا لم يكتب باسمه من أملاك.
وأختتم الدكتور محمود الديكي فأشار في ورقته “أسلوبية تشكيل الأبنية السردية في الشعر الأردني المعاصر” إلى الملامح السردية في قصيدة الشاعر الأردني الراحل حبيب الزيودي، ونزع إلى الاستهلال السردي في بعضها، حيث يبرز عنصري المكان والزمان لخلق علاقة بين النص والمتلقي، وكذلك استخدم الحكاية التي تقوم في سردها على الماضي، ولجأ إلى الشخصية كعنصر سردي لرصد سلوك الناس وتفاصيل الحياة اليومية