من الكلمة التي ألقاها بابلو نيرودا لدي تلقيه جائزة نوبل في الأدب /ترجمة ماهر بطوطي

“اليوم يكون قد مضت مئة سنة بالضبط منذ أن قام شاعر تعس ولامع، أحد أشد الأرواح اليائسة روعة، بكتابة نبوءته التالية: “عند الفجر، مسلحين بصبر متوهج، سندخل المدن الرائعة”.
إني أؤمن بتلك النبوءة الصادرة عن رامبو، ذي الرؤى. إني آتٍ من منطقة جهماء، من أرضٍ تفصلها جغرافيتها المتحدرة الحادة عن بقية الأراضي. كنت أشد الشعراء عزلة وكان شِعري إقليميا حزينا ماطرا. بيد أنني كنت دائما أثق بالإنسان. ولم أفقد الأمل أبدا . لذلك فقد وصلتُ مع شعري حتى هنا، ومع رايتي كذلك.
وفي الختام، ينبغي أن أقول للناس ذوي النوايا الطيبة، للعاملين، للشعراء، إن المستقبل قد عبّر عنه ذلك السطر الذي خطّه رامبو: ذلك أنه بصبر متوهج فحسب يمكننا أن نغزو المدينة الرائعة التي سوف تمنح النور والعدل والكرامة إلى كل بني الإنسان.
وبهذا، لن يكون الشِعر قد صدح بأغانيه عبثا”
من الكلمة التي ألقاها بابلو نيرودا لدي تلقيه جائزة نوبل في الأدب ، في قاعة ستوكهولم بالسويد عام 1971
** ترجمة ماهر بطوطي