أدب وفن

طائر أخلف موعده/ بقلم الشاعر رضوان بن شيكار-المغرب

طائر أخلف موعده

الآن،ليس ثمة من يملأ هذا الخواء
غير نباح كلب الجارة،
وتقافز عصافير الدوري في النافذة
المطلة على ظلالنا القديمة
المختبئة
مثل محارات في قاع البحر.
أحاول عبثا أن أختبئ خلف
بقايا الذكريات المتناثرة
في دوائر النسيان
المرتقة بخيوط عالقة
في تخوم الذهول على مسافة
من جرح قديم
يأبى أن يندمل،
وعصاي لا تسعفني لأشق البحر
وأستبيح مدن أندلس ثانية
يلمع في مراياها فستانك الأرجواني
المرصع بألوان الفرح.
لتزجية الوقت أمزق صورنا
وأعيد تركيبها مثل لعبة البازل،
والطائر الذي طال إنتظار أنبائه
أخلف موعده وضل طريق العودة،
الآن،قبل أن ينام القمر
ويلتهمنا بياض الرحيل
أشتهي،
أن نتقاسم سندويتش كالامار
ونشرب نخب اللقاء
على إيقاع همسات أمواج مارتشيكا
وهي تبلل خصلاتك وتهدهد ظلنا
على صفحة الماء
مثل أراجيح الطفولة
الموغلة في أقاصي الغياب.
سيمر الصيف ثقيلا
على صدر المدينة
وأنا أرعى النجوم كراهب متزهد
يراوح بين الشك واليقين.

رضوان بن شيكار
شاعر من المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى