من الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الإيراني أحمد شاملو
ترجمة غسان حمدان
من الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الإيراني أحمد شاملو
ترجمة غسان حمدان
. حكاية:
صرتُ ظلَّ غيمةٍ، وخيَّمتُ على السهولِ:
انطلق الحطّاب وعلى ظهره حمل شوك
قال عابرٌ صامتٌ، وقد كساه الغبار، لنفسه:
«- هه! ما فائدة أن يكون الإنسان ظلَّ غيمة؟»
صرتُ حمامة برية وطرتُ من البرجِ المتهدم
علّقَ الفلاّحُ قميصه على خشبةٍ، فوق البيدر
ظللَ حارس السهل، خارج الكوخ عينيه بيده وقال لنفسه:
«- هه! ما فائدة أن يكون الإنسان حمامة وحيدة لبرجٍ قديم؟»
صرتُ غزالاً برياً وعدوتُ من الجبل إلى السهل
صرخ الأطفال ضاحكين في السهل.
مرّت عربة متداعية، وقال الحوذي الهَرِم لنفسه:
«- هه! ما فائدة أن يكون الإنسان غزالاً بلا قرين في سهلٍ بعيد؟»
صرتُ سمكة بحرية وطويتُ المسافة من مستنقع الضفادع إلى الخليج.
صرخ النورس بحرقة من ساحلٍ مهجور
قال الملاح، القريب من زورقه على الرمال الرطبة، مع نفسه:
«- هه! ما فائدة أن يكون الإنسان سمكة هائمة في بحرٍ صامتٍ وباردٍ؟»
■ ■ ■
صرت حمامة برية وطرتُ من البرج المتهدم
صرتُ ظلهَ غيمة وخيَّمتُ على السهول
صرتُ غزالاً برياً وركضتُ من الجبل إلى السهل.
صرتُ سمكة بحرية وطفوتُ على المياه الداكنة
ارتديتُ خرقةَ الدراويش وقرأتُ الأورادَ
صاحبتُ البكم وبحثتُ عن الأسرارِ في البلاد المخيفة
انتعلتُ سبع أحذية حديد وسرتُ نحو جبل «قاف»
طائر «القاف» كان أسطورة، قرأتُ الأسطورة وعدتُ
اجتزتُ أراضي الأقاليم السبعة مترنحاً
طرقتُ بابَ منزلِ السحرة ولم أغمض جفناً
فتشتُ عن طائر الماء في الجبل والسهل والصحراء، وعبثاً بحثتُ.
إذن صرتُ سمندلاً واستقررت في نار الناس.