أدب وفنمقالات واقوال مترجمة

فيلم عن ماركيز و معلمته التي ألهمته الكتابة ” المعلمة و صاحب نوبل “

المعلمة و صاحب نوبل
حول الفيلم و حول من جعله حقيقة

روزا هيلينا فيرغوسون


المنتج المكسيكي غاستون بافلوفيتش، تكلم عبر اثير الراديو حول هذا المشروع الذي يعرض قصة طفولة الكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز مع معلمته التي بصمت طفولته بعمق و غاستون يتشارك هذا الإلهام الذي دفع به ليعمل في السينما و البدء بالعمل في هذا الفيلم فغاستون بافلوفيتش خلال مرحلة الشباب ، شاهد فيلم : “سينما الجنة “،للمخرج “خيوسيب تورناتور ” الشريط يروي قصة طفل يقضى اوقات فراغه بحضور أفلام في سينما القرية ، و هذا الشغف دفع به لتشكيل علاقات مع مخرج الذي فتح له آفاقا و كشف لعينيه سحر السينما و علَّمه أن هناك عالم أبعد من قريته.” فيلم يعيدنا قصة غابو(غابرييل غارسيا ماركيز ) و المعلمة التي ألهمته الكتابة “
كما قال في حديثه مع راديو W أن هذا الفيلم و قصته كانا محفزا له و الهاما رافقه في حياته ، بحسب غاستون فإن قصة هذا الشوق و الحنين تتضمن ما يشبهها مع قصة في طور العمل لتكون في السينما و تربطه بكولومبيا: قصة الصداقة التي ربطت غارسيا ماركيز منذ الطفولة مع معلمته روزا هيلينا فيرغوسّون .
غابو أوكل هذه القصة إلى الصحافية بياتريس بارغا كي تكون قصة عنوانها المعلمة و نوبل (2009) تروي بدقة الحوارات التي دارت بين المعلمة روزا و تلميذها غارسيا ماركيز الملقب ب غابو. و بشكل خاص كشفت و ركزت على الأهمية لتلك المرأة في حياة الكاتب فهي من حرّكت في نفسه حب القراءة و حب الأدب.
فقد عملت المعلمة على أن يرى تلميذها العالم بشكل مختلف عما كانوا يعلمون الأطفال في تلك المرحلة ، هذا يقودنا الى معرفة كيف ظهر بوضوح سحر الواقع في قصص الكولومبي غارسيا ماركيز.
المنتج غاستون انتج أحدث فيلمين لمارتن سكورسيزيه (silence- صمت ) 2016 و هو عمل شخصي جدا ، أخَّره المخرج قرابة 20 عاما حتى تم عرضه و فيلم آخر( el irlandes- الإيرلندي ) 2019
وهي من الإنتاجات الأكثر كلفة و أهمية لنافتليكس neftlix.

غاستون اغرم بقصة ” المعلمة و النوبل” بعد أن علم عنها من صديقه المنتج الدانمركي نيال جوؤول حين عملا سويا على قصة و فيلم (صمت-silence) و بينما كان يدور بينهما حديث حول الأفلام و خاصة عن فيلم ( سينما الجنة )( cinema paradiso )و أن غاستون يحلم بإنتاج فيلم يكون له نفس الوقع، أخبره صديقه المنتج انه يملك الملكية الفكرية لكتاب يتحدث عن طفولة غابرييل غارسيا ماركيز ، و عرض عليه الأمر و التقطه غاستون على الفور .
بعد عدة جلسات مناقشة مع دار النشر و الكاتبة الصحافية بارغا توصلوا إلى الحصول على الموافقة و الحقوق لنقل القصة إلى الشاشات ، و منذ ذلك الوقت ، ما يقارب الخمس سنوات و هم يعملون على الأمر بجهود قصوى، السنة الماضية توصلوا إلى البدء بإعادة إنتاج الفيلم .
و قد كشف المنتج غاستون : نحن الآن لدينا عدة إصدارات من البرنامج النصي ، انتظر أن يتم التصوير السنة المقبلة قبل أو بعد موسم الأمطار في كولومبيا “أكد غاستون.

عُلم أن الفيلم سوف يخرجه مايكل رادفورد، و هو المخرج المشهور بفيلمه( postino) 1994 هذا الفيلم الشهير يروي قصة علاقة مميزة بين نيرودا و ساعي البريد عندما كان في منفاه في المكسيك ، نجح رادفورد في فيلمه كثيرا في إلقاء الضوء على هذه العلاقة بين الشخصيتين بشكل فيه الكثير من النوستالجيا ، و إظهار عطشه للمعرفة و بعض من هذا سوف يعيد خلقه في فيلم (المعلمة و النوبل ).

” هناك شيء في تلك القصص تخلق في روحك حنينا كبيرا، تجعلك تعيش اللحظات و كأنها أمكنة تخصك، تجعلنا نتذكر كل تلك البدايات، وتلك اللحظات في تلك الأحياء , في بعض الأماكن الشاغرة ما ، في مساحة ما نتعلم، نكتشف، نفتح عيوننا لمعرفة العالم ، و هناك شيء ما في هذا الحنين يشدني بقوة ، و السينما الإيطالية هي أفضل من تفعل ذلك ” قال المكسيكي عبر أثير الراديو .
من الجدير بالذكر ان رادفورد يتقن اللغة الإسبانية مما يسمح له أن يصل إلى عقل و قلوب أصحاب هذه اللغة كما يسمح له التعرف عن قرب على ثقافتهم. و بافلوفيتش يريد أن تحظى هذه القصة المميزة بالدخول إلى الوجدان العالمي و أن يشاهدها العالم أجمع.
طاقم الفيلم لم يحدد بعد و خاصة بالنسبة لدور المعلمة ، و عما إذا كانت بطلة معروفة ، غاستون المنتج يقول أنها ربما قد تكون كولومبية و المؤكد أن دورها في هذا الفيلم سوف يرفعها إلى النجومية كما حصل مع مونيكا بيلوتشي في فيلم مالينا- Malena الذي اخرجه تورناتوريه بفضله أصبحت ممثلة مشهورة على صعيد العالم ووصلت إلى النجومية.
التوقعات كبيرة لهذا الفيلم ، كما كل الأعمال التي كتبها غابو – غابرييل غارسيا ماركيز.

غاستون بافلوفيتش قال : أعمال غابرييل الأدبية عندما اقتبسوا منها أفلاما اعطت نتائج أقل بكثير مما تستحق حتى أن غابرييل غارسيا ماركيز تقييديا بخصوص فكرة تحويل قصصه إلى أفلام و قد عبر عن ذلك في عدة مقابلات ، ماركيز نفسه لا يرغب أن تصبح قصصه افلاما، لأنه كما يقول أن أعماله تضع الكثير من الخيال في الروح، و ترجمة ذلك في الأفلام هو تقريبا مستحيل، لذلك، لم اجرؤ أن اقتبس قصة من قصصه ، لكنني بكل شغف تسكنني فكرة تنفيذ عمل فني عنه .

الأدب هو الأدب و السينما هي السينما، كتبي هي قصص و ستبقى قصصا، إن طلبتم أن أكتب للسينما، سأفعل و لكن بشكل مستقل ، القصة تعطي الفرصة للقارىء ان بملأ هامشا من خياله ، وهذا ما لا تتيحه السينما، في السينما الصورة تفرض نفسها ، في السينما لن نعرف وجه البطل ، سيتحول الأبطال إلى وجوه الممثلين و سيفقدون ابطال قصصي العلاقة الحميمة مع القراء . غابرييل غارسيا ماركيز

في الواقع ، هناك رحابة في قماشة الكاتب تمكننا أن نقطف الكثير …انطلاقا من أراكاتاكا حيث ولد، ا لشخصيات و الفضاءات المليئة بالسوريالية و التصوف كل تلك الخصائص تساعدنا في فهم سياق القصص لهذا الكاتب العظيم .
الإنتاج سوف يعتمد على مواهب وطنية و اماكن في القرى الكولومبية ، ” انا متحمس كثيرا ، أعرف كولومبيا، لكن لم اراها منذ 15 سنة ، متحمس جدا ، بأي شكل كان أن أعود إليها، أصور فيها، اختيار الأماكن ، و بدون أدنى شك سوف ابحث عن إنتاج محلي للمساعدة و سيكون هناك فريق من المواهب الكولومبية أمام و وراء الكاميرات” كلام غاستون في المقابلة التي أدارها خوليو سانشيز كريستو.
كذلك كشف غاستون سيتم التصوير في في النروج أيضا حيث تلقى غابو جائزة نوبل و وجه عبارات الإمتنان إلى معلمته و من هذه اامشهدية تنطلق كل القصة .
عملي التالي هو” المعلمة و النوبل ” لأنني كنت دائما اطمح أن انجز عملا مشابها لفيلم ” سينما الجنة” عندما شاهدته عام 1989 عندما كنت طالبا ،لامس روحي بشكل قلت فيه لنفسي لا يمكن أن تموت من دون تحقيق عمل كبير يلامس روح المستمع و المشاهد، كما حصل معي، و انا متحمس و اعمل بجهد كي يُحدثَ هذا الفيلم “المعلمة و النوبل” وقعا شديد التأثير و أن يصل إلى قلوب جميع الناس في جميع أنحاء العالم ” ختم بافلوفيتش.

ترجمة و اختيار سمية تكجي/ المصدر/ la semana

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى