الفجر في نيويورك/ لوركا
من ديوان “شاعر في نيويورك”
ترجمة: ماهر بطوطي
الفجر في نيويورك/ لوركا
من ديوان “شاعر في نيويورك”
ترجمة: ماهر بطوطي
وهذه صورة مفزعة عن نيويورك كما وجدها لوركا الذي نشأ في غرناطة الوديعة ومدريد الجميلة قبل أن يصطدم بحضارة العالم الجديد. وقد شعرتُ الشعور نفسه عند وصولي الى نيويورك يوم 19 مارس 1978، الى أن استكشفت الثراء الفني والثقافي فيها . وبرغم ذلك أصفها دائما بأنها مدينة قاسية، تختلف عن دعة وثراء الحياة في مدريد وعن مغاني الجمال وتقديسه في باريس :
الفجر في نيويورك
تظلله أربعة أعمدة من الوحل
وعاصفة من الحمائم السود
يخضن في المياه العفنة .
*
الفجر في نيويورك
ينتحب
فوق السلالم الهائلة
باحثا وسط ذرى السنبلات
عن زهور الأسى المرسوم .
*
يأتي الفجر
ولا أحد يستقبله في الأفواه
إذ ليس ثمة إمكانية
في وجود صباحات ولا آمال هنا .
وأحيانا
تطوف النقود المعدنية
في أسراب ثائرة
لتخترق الأطفال المشردين
وتلتهمهم .
*
يعرف أوائل من يخرجون
عن ثقة
أنه لن يكون ثمة فردوس
ولا حب ينمو ثم تذبل أوراقه
يعرفون أنهم ذاهبون الى وحل الأرقام واللوائح
الى الألعاب التي لا تعرف فنا
الى العَرَق الذي لا يُنتج ثمارا .
*
يندفن النور في القيود والضوضاء
في التحدي المشين
لعِلمٍ بلا جذور .
وفي أحياء المدينة
يترنح أناسٌ مؤرّقون
كأنهم خرجوا لتوهم
من سفينة قد غرقت في الدماء .